إن الإنسان كائن محكوم بالعاطفة العمياء، مدفوع بالغرائز الجامحة، وما العقل إلا كائن مجرد، محتاج للحواس والتجربة، ولذا ينكر كل ما هو غير محسوس، ولذا كانت معاجز الأنبياء تحطيما لقوانين العقل وحدوده، وإثبات ما وراء الطبيعة، ومع ذلك تم تكذيبهم، وتسقيطهم، والاستهزاء بهم.
إن ظاهرة الإلحاد في العصر الراهن، تحتاج إلى دراسة نفسية واجتماعية مكثفة، فطغيان المادة، والصدمات الثقافية سببتت خضّة إيمانية جعلت الإنسان في انبهار وحيرة، بعد أن اعتاد على صراعه البسيط بين أتباع الدين الواحد، وما أراده وول ديورانت بقوله ( القليل من الفلسفة ) أي القليل من العلم، والخبرة، وتأرجح العاطفة المشبوبة والهوى مع العقل قد يكون دائما في صالح العاطفة، كونها نبع لا ينضب من أحاسيس الحب والبغض، (وهل الدين إلا الحب).