روى مراسل موزاييك بسيدي بوزيد تفاصيل الحادث الأليم الذي وقع أمس في منطقة الونايسيّة بمعتمدية سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد والتي ذهب ضحيّتها 6 أعوان من الحرس الوطني و4 جرحى فيما قتل إرهابيين نقلا عن أحد أعوان قوات الحرس الوطني الذي كان يقود السيّارة الأمنيّة.
وقال المصدر لمراسلنا إنّ معلومة وصلت منطقة الأمن الوطني بسيدي علي بن عون عن سماع صوت تفجير فذهب بعض الأعوان إلى الحيّ لمعاينته لكن لم يجدوا شيئا، واسترعى انتباههم منزل فارغ مكشوف نوعا ما لكن لا وجود لآثار متساكنين فيه، لهذا قرّروا العودة إلى منطقة الأمن لاصطحاب المزيد من التعزيزات خوفا من وجود ألغام أو إرهابيين.
وبعودة أعوان الحرس الوطني واقترابهم من المنزل انطلق سيل من الرصاص بطريقة عشوائيّة وهو ما جعل الأمنيين ينبطحون مختبئين وراء أكداس من الرمل كانت تحيط بالمنزل ولم يصب أيّ عون في مرحلة أولى، لكن عدد من الارهابيين تسلّلوا خارج المنزل من شباك خلفي صغير، وكانوا في وضعيّة تسمح لهم رؤية أماكن تمركز الأعوان دون أن يتمكّنوا هم من رؤيتهم.
إطلاق نار عشوائيّ من جهتين
وحسب المصدر الأمني فإنّ الإرهابيين الذين تسلّلوا خارج المنزل أطلقوا الرصاص بطريقة عشوائيّة وأصاب أحدهم الملازم الأول بالحرس الوطني سقراط الشارني على مستوى الرأس وبالتالي لم تكن من طرف قنّاص كما يروج البعض، مضيفا أنّ بقيّة المجموعة المتحصّنة في المنزل واصلت إطلاق النار لتشتيت انتباه أعوان الحرس.
العثور على لحيّ محلوقة وخنادق عميقة
وأشار إلى أنّ المجموعتان قامتا بالتغطية السريعة ممّا سمح لهما بالهرب حيث اعتمدت عنصر المباغتة، وأضاف أنّه تمّ العثور على قنبلة لدى أحد الإرهابيين الذي تمّ قتله، وبدخولهم إلى المنزل عثروا على آثار لحيّ محلوقة ممّا جعلهم يقدّرون عددهم بحوالي العشرين شخصا، كما اكتشفوا خندقين أحدهما يحيط بالمنزل والثاني لاحظوا وجود معادن داخله ممّا جعلهم يخيّرون انتظار قدوم فرقة مختصّة. كما عثر أعوان الحرس على صندوق مليء بالأحزمة الناسفة.
العنصر النسائيّ لم يغب مجدّدا
وأكّد مراسل موزاييك أنّ العنصر النّسائي كان موجودا مع المجموعة الإرهابيّة من خلال الملابس التي تمّ العثور عليها فيما بعد في المنزل، كما تم استنتاج أنّ هذه المجموعة تقطن المنزل منذ مدّة طويلة من خلال التجهيزات الموجودة وعمق الخنادق المحفورة.
وحسب عناصر من فرقة الكومندوس التي وصلت إلى مكان الحادث على الساعة التاسعة مساءا، تمّ قتل 3 عناصر إرهابيّة خيّر أعوان الحرس الوطني عدم إخراجهم من المنزل خوفا من وجود ألغام أو متفجّرات.
وقال مراسل موزاييك إنّ أهالي المنطقة سيدي علي بن عون يتستّرون على الإرهابيّين، والدليل أنّ هذه المجموعة ما إن انتهت من المواجهات عادت إلى حياتها الطبيعيّة وسط الأهالي، مستغربا تواجدهم في منزل وسط حيّ سكنيّ دون أن يقوم أيّ شخص بالإبلاغ عنهم حسب قوله.
رفض تأبين الشهداء في ثكنة العوينة
وأوضح أنّ أعوان الحرس الوطني رفضوا تأبين الشهداء الستّة في ثكنة العوينة من طرف الرئاسات الثلاث وتمّ نقل الجثامين إلى مسقط رأسهم لدفنهم فجر اليوم على متن سيّارت الحماية المدنيّة والسيّارات العسكريّة.