أعلنت الحكومة الروسية عن حظر تطبيق الرسائل الشهير "تليجرام" المفضل من قبل مستخدمي العملات الافتراضية، ويسعى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي للكشف عن مفاتيح التشفير الخاص بالتطبيق لإنفاذ القانون.
ومن جانبه، استمر مؤسس التطبيق، بافل دوروف على موقفه المضاد للحكومة الروسية من منفاه الاختياري في مكان ما بين مدينة دبي وجزر البحر الكاريبي، موضحا أن الخصوصية ليس للبيع وأنه لا ينبغي المساس بحقوق الإنسان بسبب الخوف أو الجشع.
وأكد دوروف أن السلطة التي تملكها الحكومات على تطبيقات مثل تليجرام تقوم على أساس المال، إذ تستطيع الحكومة تحطيهم الأسهم أو إقناع المستثمرين بالتراجع عن استثماراتهم من خلال التهديد بمنع تدفق الإيرادات.
وقال مدير الأبحاث في شركة "كوينديسك"، نولان بويرل، إن الأحداث الحالية في روسيا يمكن أن تعزز الاستثمار في تليجرام، ويقوم تليجرام بإصدار عملة افتراضية خاصة به للمستثمرين المعتمدين، وبمجرد إطلاق العملة، سيتم تداولها بين مستخدمي تليجرام لشراء وبيع خدمات على الشبكة.
وأوضح بويرل إن قيام تليجرام بالتخلي عن مفاتيح التشفير الخاصة بها يشبه التخلي عن المفاتيح الخاصة بالعملات الافتراضية، وبالتالي إضعاف الاستثمار في عملة تليجرام، ولذلك يجب الوقوف في وجه الدولة.
ويطالب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تطبيق تليجرام بمفاتيح التشفير من أجل الوصول إلى الهواتف التي استولى عليها الإرهابيين المتورطين في تفجيرات سانت بطرسبرغ التي وقعت في العام الماضي.
وقديما كان التشفير خاص بالحكومات فقط، ويتم استخدامه كأداة عسكرية بشكل سري مثل قانون الاتصالات أو تكنولوجيا الأسلحة، ولكن الآن يمكن للأفراد العاديين دخول عالم التشفير من خلال ثورة العملات الافتراضية، واستخدام التشفير لإرسال الرسائل ودفع مقابل لخدمات.
وأشار بويرل إلى دور دوروف المهم في هذا القطاع، إذ يحاول دوروف تأكيد حق الأفراد في استخدام هذه التكنولوجيا بعيدا عن سيطرة الحكومات.
ويضم تليجرام أكثر من 200 مليون مستخدم شهري نشط في جميع أنحاء العالم، وذكرت الشركة أن حوالي 700.000 شخص اشتركوا في الخدمة يوميا في آخر أسبوع من شهر مارس الماضي. كما يتمتع التطبيق بشهرة واسعة في روسيا.
وأفادت تقارير عن قيام رئيسة محطة تلفزيون روسيا الممولة من الدولة، مارغريتا سيمونيان، و السكرتير الصحفي لفلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، بجدولة الإحاطات باستخدام خدمة تليجرام. وقال بيسكوف إن خدمة تليجرام مناسبة للغاية ويتم استخدامها للتواصل مع الصحفيين، ولكن إذا لم تلتزم الشركة بإجراءات الحكومة سيتم تطبيق القانون والبحث عن خدمة أخرى.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "AnchorFree"، ديفيد غوروديانسكي، إن حرية الإنترنت أصبحت أكثر أهمية الآن من أى وقت مضى، وحظر روسيا لتطبيق تليجرام هو مثال آخر على الهجوم على الحريات الأساسية للأفراد للتواصل بشكل خاص.