السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدم استخدام استراتيجية مجربة
يعرف جميع متداولي الفوركس مدى أهمية الاستعانة باستراتيجية سبق اختبارها وتجربتها بشكل دقيق. برغم ذلك، فإن عدد قليل منهم يمتلك الصبر لاختبار استراتيجيته لفترة كافية. تتخذ أزواج العملات اتجاهات صاعدة أو هابطة لأسابيع، وهو ما يتيح فرصة تحقيق أرباح جيدة من خلال استخدام إحدى استراتيجيات تتبع الاتجاه. ولكن عندما يدخل السوق في مرحلة توطيدية تبدأ هذه الاستراتيجية في الفشل وقد تصل في نهاية المطاف إلى أن تسبب في خسائر فادحة للمتداول. ولهذا من الضروري أن يجري اختبار الاستراتيجية أثناء الأسواق المضطربة والهادئة على حد سواء. لا يعتبر اختبار الأداء السابق (الباك تيست) هو الخطوة النهائية في تجربة الاستراتيجية، فهو ليس أكثر من مجرد خطوة لتحديد مدى جدوى استخدامها في السوق من عدمه. يجب أن يلي تلك المرحلة تحسين إعدادات الاستراتيجية واستخدامها على أسعار حقيقية (سواء عبر التداول الورقي أو الحساب التجريبي). متداولي الفوركس الذين ينقصهم الصبر والجلد على تنفيذ هذه الخطوات هم أكثر وأسرع من ينضمون لمعسكر الخاسرين.
انخفاض نسبة المخاطرة إلى العائد
هناك دائماً فرص تداول متوفرة في سوق العملات الأجنبية. على الأقل ستجد اثنين أو أكثر من العملات الرئيسية تأخذ اتجاهات واضحة يمكن التداول على أساسها. برغم ذلك، لست مضطراً لفتح جميع الصفقات السانحة ما لم تلبي معايير نسبة المخاطرة إلى العائد المناسبة. على سبيل المثال، إذا كان زوج العملات يتداول أسفل إحدى مستويات المقاومة، فقد يكون من الأفضل الانتظار والدخول بعد كسر هذه المقاومة. قد يؤدي فتح الصفقة قبل حدوث الكسر الفعلي إلى خسائر في معظم الأحوال، على سبيل المثال بسبب وجود مستوى دعم قوي أسفل نقطة الدخول. تطبيق معيار المخاطرة إلى العائد في هذه الحالة كان سيجنبك الدخول في صفقة خاسرة، ولهذا فإن جميع المتداولين الذين يتغافلون عن أهمية تقييم المخاطر مقارنة بالعائد المتوقع ينتهي بهم المطاف أيضاً في معسكر الخاسرين.
عدم استخدام أوامر إيقاف الخسارة
يعرف جميع المتداولين، المحترفين والمبتدئين على حد سواء، مدى أهمية أوامر إيقاف الخسارة. برغم ذلك، فإن تطبيق هذه الأداة الهامة في الواقع العملي أثناء التداول في السوق يكتنفه بعض الصعوبة من زاوية سيكولوجية بحتة. من المعتاد أن نرى بعض المتداولين يشتكون من ضرب مستويات الوقف بسبب القفزات السعرية المفاجئة. هنا يأتي دور الإدارة الذكية لرأس المال. وحدها الممارسة العملية هي التي ستمكن المتداول من تحديد المستويات المناسبة لإيقاف الخسارة. ولكن في كل الأحوال يجب عدم التغافل عن أهمية هذه الأداة الهامة. بعبارة أخرى، فإن متداول الفوركس الذي يتجاهل وضع أوامر إيقاف الخسارة سيجد رصيد حسابه آجلاً أم عاجلاً عند نقطة الصفر.
سوء استخدام الرافعة المالية
يوفروسطاء الفوركس الرافعة المالية بشكل رئيسي بهدف زيادة أحجام التداول. برغم ذلك، يجب على المتداول استخدام هذه الأداة الخطيرة بمنتهى الحذر والحكمة. على سبيل المثال، فإن تداول لوت كامل على زوج eur/usd برأسمال 500$ سيكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، لأن تحرك السعر بـ 50 نقطة سيؤدي إلى ضرب مستوىإيقاف الخسارة. ولكن عند استخدام نفس الرافعة المالية، أي 1:200، لفتح عدة صفقات حجم كل منها 1 لوت بينما رصيد الحساب 10,000$، فان هذا سيسمح للمتداول بالعمل في بيئة آمنة. وبالتالي يمكن القول أن متداولي العملات بحاجة إلى التدقيق في اختيار أحجام الصفقات وتجنب الوقوع في فخ إساءة استخدامالرافعة المالية. الفشل في الالتزام بهذه النصائح يعني مرة أخرى الجلوس في صفوف الخاسرين.
الجشع
يجب على المتداول إغلاق صفقته المفتوحة بمجرد إدراك أن الاتجاه السائد لم يعد في صالحه. ولكن في الواقع العملي فإن هذا القرار يتطلب نوع من الإرادة الحديدية بحيث لا يتردد المتداول ثانية واحدة في إغلاق الصفقة. يعطي الجشع شعور كاذب للمتداول بأنه يمكنه الانتظار إلى ما لا نهاية حتى تنقلب الأمور في صالحه. ولكن ما يحدث في غالب الأحوال هو أن يستمر الترند في نفس الاتجاه المعاكس ولا يجني المتداول سوى زيادة خسائره. وقبل أن يستعيد المتداول وعيه ويبدأ في تمالك أعصابه ستكون الخسائر قد وصلت بالفعل إلى مستوى نداء الهامش حيث تبدأ المنصة في إغلاق الصفقات المفتوحة بعد فوات الأوان. وبالمثل، فإن المتداول الذي تسيطر عليه مشاعر الطمع قد يجد أيضاً صعوبة في إغلاق صفقته الرابحة في الوقت المناسب. يجد المتداول نفسه متردداً في إغلاق الصفقة وجني الأرباح المحققة حتى وهو يشاهد بنفسه زوج العملات يصل إلى إحدى مستويات المقاومة الرئيسية. وبرغم أن الصفقة قد تظل ناجحة إلا أن الانعكاس المفاجئ والسريع في اتجاه السوق قد يؤدي إلى تقليص الأرباح بصورة كبيرة. وبالتالي يمكن القول أن الجشع هو إحدى السمات المصاحبة للمتداولين الخاسرين.