ما المقصود بالبيع على المكشوف

يعتبر البيع على المكشوف من أساليب التداول التي تتيح للمستثمر الاستفادة من حالات انخفاض الأسواق دون الحاجة إلى انتظار انتهاء الانخفاض للدخول إلى السوق. ويعرف البيع على المكشوف على أنه بيع أصول مالية مثل

أو العملات وغيرها دون امتلاك هذا الأصل ومن ثم إعادة شراؤه عند انخفاض السعر والاستفادة من الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء.
وللتوضيح

لنفترض أن سعر سهم شركة فيسبوك حاليا هو 125.26 دولار
وأن المستثمر يتوقع انخفاض سعر السهم إلى 124 دولار
ولكن المستثمر لا يملك سهم فيسبوك،
وهنا يكون التساؤل هل بإمكان المستثمر الاستفادة من هبوط السعر؟

لنفترض أن مستثمرا آخر

يمتلك 1000 سهم من أسهم فيسبوك
ولا يرغب ببيع هذا السهم وذلك لأغراض استثمارية طويلة المدى،
وبذلك يكون لدينا من يملك ولا يرغب بالبيع ومن لا يملك ويرغب بالبيع.
لنفترض أن كلا المستثمرين اجتمعا واتفقا على قبول المستثمر الثاني الذي يملك الأسهم أن يقوم بإقراض أسهمه للمستثمر الأول الذي يرغب ببيع سهم فيسبوك مقابل قيام الأخير بوضع الضمانات المناسبة لإعادة الأسهم وتحمله اي تكاليف. في هذه الحالة أصبح لدى المستثمر الأولأسهم يمكنه بيعها وعليها يقوم بالبيع ويصبح لديه مبلغ 125,260 دولار في الوقت نفسه هو مدين للمستثمر الثاني بعدد 1,000 سهم فيسبوك ويكون هنا عليه انتظار هبوط السعر، وبالتالي يكون هناك احتمالين:

الاحتمال الاول

هو أن يهبط سعر سهم فيسبوك ولنفترض أنها هبطت إلى 124 دولار للسهم ويتمكن المستثمر الأول من شراء أسهم فيسبوك مقابل 124,000 دولار وبذلك يكون المستثمر الاول قد تمكن من استعادة عدد 1,000 سهم وأن يقوم باعادتها إلى المستثمر الثاني ويتبقى معه 1,260 دولار هي صافي الربح يخصم منها أي عمولات مرتبطة بعملية الاقتراض وعملية التداول.

الاحتمال الثاني

هو أن يرتفع السعر ويقرر المستثمر الأول أنه كان مخطئا بتوقعاته ويكون عليه إعادة الشراء بالسعر الحالي في السوق ولنفترض أنه 126 دولار للسهم وبذلك يكون عليه دفع مبلغ 126,000 دولار بخسارة تبلغ 740 دولار يضاف إليها أي عمولات متعلقة بالاقتراض وعملية التداول.
ميزات البيع على المكشوف

يحمل البيع على المكشوف ميزتين رئيسيتين للمستثمر حيث يمكن أن تمثل فرصة للمضاربة والاستفادة من حالات السوق المختلفة سواء ارتفاع أو هبوط بالإضافة إلى استخدام البيع على المكشوف في التحوط لمراكز الشراء وإدارة المخاطر في حال هبوط سعر أصول تمتلكها ولا ترغب بالتخلي عنها.
المضاربة باستخدام البيع على المكشوف:

تعتبر المضاربة باستخدام البيع على المكشوف من الأساليب شائعة الانتشار والتي توفر للمتداول القدرة على الاستفادة من حالات السوق المختلفة سواء ارتفاع أو هبوط ويلجأ العديد من المضاربين للبيع على المكشوف ايمانا بأن الهبوط عادة ما يكون أكثر سرعة من الارتفاع في الاسواق المالية نتيجة أن عامل الخوف يتفوق على عامل الأمل لدى المتداول مما يجعل الفرصة للاستفادة من الهبوط وتحقيق أرباح أعلى يحمل احتماليات أكبر للمستثمرين.
التحوط باستخدام البيع على المكشوف:

ويمكن هنا للمستثمرين ممن يرغبون بالاستفادة من مراحل الارتداد في السوق مع بقائهم في مراكزهم اللجوء إلى البيع على المكشوف مما يتيح لهم فرص الاستفادة من الارتداد في السعر على المدى القصير مع البقاء ضمن الاتجاه الصاعد على المدى الطويل. كذلك فإن اللجوء إلى البيع على المكشوف من أجل التحوط ينتشر في الفترات التي يتم فيها ترقب أخبار مهمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأسواق وبالتالي يلجأ المستثمر إلى البيع على المكشوف لتقليل المخاطر في حال هبوط السعر بشكل سريع عند صدور خبر معين دون قدرته على اغلاق مراكز البيع لديه بسرعة كافية.
عيوب البيع على المكشوف
مخاطر غير محدودة

يعتبر من أهم مخاطر البيع على المكشوف هو عدم وجود حدود للمخاطر التي يتحملها المستثمر في حال ارتفاع سعر الأصل الذي قام ببيعه وبشكل خاص إذا كان الهدف من البيع على المكشوف هو المضاربة وليس التحوط وبالتالي فإن الارتفاع في سعر السهم ليس له حدود بخلاف الانخفاض الذي لا يمكن أن يهبط إلى مستوى أقل من صفر وبالتالي تعتبر مخاطر الخسارة نتيجة ارتفاع الأصل غير محدودة مقارنة بمخاطر الانخفاض.

وبالتالي فإن المستثمر الذي يلجأ إلى البيع على المكشوف يحمل خطر التعرض لخسائر يمكن أن تتخطى قيمة رأس المال الاجمالي له وأن يصبح مطالبا بمبالغ أخرى.
مخاطر توزيعات الأرباح

تقوم الشركات بالإعلان عن تاريخ محدد لمن يستحق الحصول على توزيعات الأرباح على السهم وبالتالي يتم حصر من يحملون السهم في تاريخ محدد عادة ما يكون تاريخ اجتماع الجمعية العمومية وهم من يحق لهم الحصول على توزيعات الأرباح في هذه الحالة.

عند البيع على المكشوف بتاريخ يسبق تاريخ استحقاق الأرباح وبيع السهم بعد انتهاء فترة الاستحقاق يصبح البائع على المكشوف مدينا بقيمة توزيعات الأرباح والتي يمكن أن تتخطى قيمة الأرباح المتحققة من انخفاض السعر وبذلك يكون البيع على المكشوف قد حقق أرباحا نتيجة انخفاض السعر ولكنه خسرها نتيجة دفع بدل توزيعات الأرباح التي استحقها السهم.
مخاطر التجزئة المفاجئة

تلجأ بعض الشركات إلى تجزئة نفسها لعدة أسباب قد يكون منها فصل وحدة غير منتجة في الشركة عن الوحدات التي تحقق أرباحا في الشركة وهو ما يتسبب في تحول الشركة إلى شركتين أو عدة شركات.

وهنا يصبح البائع على المكشوف مدينا بسهمين أو أكثر عن كل سهم قام ببيعه من الشركة الأساسية وبالتالي تصبح مخاطر المركز مضاعفة حيث يصبح معرضا لتحرك كلا الشركتين واللتان قد تتحركا في اتجاه مختلف حيث عادة ما يرتفع سعر الشركة التي تضم الوحدات المنتجة بسرعة نتيجة تخلصها من الوحدة غير المنتجة وينخفض سعر الشركة الجديدة التي تضم الوحدة غير المنتجة وبالتالي تكون الخسارة الناتجة عن ارتفاع الشركة الأولى أكبر من
من انخفاض الشركة الثانية.