إحدى الاستراتيجيات التي يحرص على تعلمها متداولي الفوركس المبتدئين هي متابعة الأخبار والتداول على أساس التقارير الهامة التي يمكن اعتبارها ذات صلة بالعملات وأسواق الفوركس. أحد أبرز الأمثلة على هذه الأخبار هي تقارير الاقتصاد الكلي، التغيرات في أسعار الفائدة، الأخبار السياسية والقوائم المالية للشركات. برغم ذلك، تبرز مشكلتين رئيسيتين عندما يحاول المبتدئين تداول الفوركس استناداً إلى الأخبار:
التداول بعد فوات الأوان. في معظم الأحيان، يتبخر رد الفعل الرئيسي على الأخبار الصادرة (ما لم تكن هامة للغاية) خلال الدقائق القليلة الأولى التي تلي صدور الخبر. يتفاعل المتداولون الجدد عادةً مع الأخبار بعد مضي ساعات على صدورها (لعدة أسباب ليس أقلها عدم وجود مصدر جيد للحصول على أخبار الفوركس). يدخل هؤلاء إلى السوق بعد زوال حركة السعر الرئيسية والبدء في موجات تصحيحية متعاقبة. دخول السوق بالتزامن مع بدء هذه الحركات الارتدادية ليس هو السيناريو المثالي بكل تأكيد.
التداول داخل الأخبار. يقع بعض المبتدئين في نفس الخطأ ولكن من الزاوية المعاكسة – حيث يحاول هؤلاء التداول فور صدور الأخبار. هناك مساوئ عديدة لهذه الطريقة لأنك لن تجد سوى حفنة قليلة من شركات الوساطة التي تسمح بتنفيذ صفقاتك بشكل سلس أثناء صدور الأخبار، كما أنك ستواجه عادةً اتساع هائل في معدلات السبريد والذي قد يصل إلى أرقام غير منطقية (أضف إلى ذلك أن المتداولين الجدد يواجهون عادةً صعوبة في إيجاد وسيط فوركس موثوق لبدء التداول معه).
وهنا يبرز السؤال حول ما يجب أن يقوم به متداول الفوركس المبتدئ كي يستفيد من صدور الأخبار دون مواجهة الخسائر التي تظهر بسبب المشكلات التي ذكرناها أعلاه؟ تبدو الإجابة على هذا السؤال معقدة بعض الشيء. من وجهة نظري الشخصية، أنصح المتداولين الجدد بالابتعاد كلياً عن استراتيجيات تداول الأخبار في المدى القصير حتى مرور فترة كافية تسمح لهم بالحصول على خبرة حقيقية. يختلف الأمر تماماً عند الحديث عن تداول الأخبار في المدى الطويل (بالطبع هناك بعض الأخبار التي يدوم تأثيرها على الأسواق لفترة طويلة).