Thread: 
Subscribeأهم أربع محطات للعمل المسلح في التاريخ الفلسطيني هي: ثورة 1936 والعمل الفدائي في الأردن ولبنان وانتفاضة الأقصى.
رغم النجاح الكبير للفصائل المسلحة في ثورة الـ 36 إلا أن بريطانيا استنجدت بقواتها الموجودة في الهند وسحقت الثورة، وساعدها في ذلك انعدام التنسيق بين القيادة العسكرية والسياسية للثورة، وقدرتها على اختراق الثورة عبر ما سميت "بكتائب السلام".
أما العمل الفدائي في الأردن ولبنان فقد فشل بسبب انجرار الفصائل الفلسطينية لحروب جانبية مع القوى التي استطاع الاحتلال تجنيدها (النظام الهاشمي والمارونية السياسية)، ونجح الاحتلال في ذلك من خلال اللعب على التناقضات الداخلية واستخدامه القوة المفرطة لإيصال الشعب إلى قناعة "أن الفدائيين هم سبب المعاناة".
أما انتفاضة الأقصى فقد انتهت بنتيجتين متناقضتين: في الضفة سحقت المقاومة بشكل تام ثم جاء الاحتلال بمحمود عباس ليحافظ على الوضع الجديد، وفي غزة صمدت المقاومة وبنت لنفسها قوة غير مسبوقة.
حاول الاحتلال استخدام كافة الأساليب السابقة لهزيمة مقاومة غزة: القوة المفرطة، واللعب على الخلافات الداخلية، وإيصال الشعب إلى قناعة بأن المقاومة هي السبب في معاناته.
وفي المقابل تعلمت حمـ !س من تجارب الماضي، فأحاطت نفسها بالأجنحة العسكرية للفصائل الأخرى وأنشأت الغرفة المشتركة، وتحرص على شعرة معاوية مع حركة فتح رغم كل شيء، حتى أحداث الانقسام عام 2007 حرصت على إنهائها بأسرع وقت.
إلا أن النقلة النوعية في أداء الحركة هي في إدارة الصراع المسلح مع الاحتلال، فأهم درس من ثورة الـ 36 وانتفاضة الأقصى أن خوض الحرب بأقصى وتيرة ممكنة طوال الوقت سيدمر المقاومة في نهاية المطاف، لأن ميزان القوة مختل لصالح الاحتلال بشكل كبير جدًا.
في الضفة الغربية ألقت حمـ !س بقضها وقديدها في أتون انتفاضة الأقصى حتى استنزفت بشكل تام واستطاع الاحتلال تدمير جناحها العسكري وباقي الأجنحة، وما زالت آثار ذلك حتى اليوم فالهدوء الذي نراه في الضفة لم يأت من فراغ بل هو نتيجة تجربة استنزفت وأحرقت حرقًا.
بإمكان حمـ !س اليوم فتح حرب واسعة على الاحتلال انطلاقًا من غزة وأن تخوضها حتى النفس الأخير، وستكون معركة بطولية نتغنى بشهدائها ونلعن وحشية الاحتلال، لكن النتيجة في النهاية ستكون العودة إلى نقطة الصفر كما حصل في المحطات الأربعة السابقة.
ما بين الحرص على عدم الانتحار وعدم الوقوع في مستنقع الانبطاح هنالك موازنات دقيقة يجب أخذها بعين الاعتبار، أهمها الحرص على قدر معين من المواجهة مع الاحتلال حتى تبقى شعلة المقاومة متقدة، لكن دون التدحرج لحرب شاملة تعيدنا إلى نقطة الصفر، وهذا ما قاله قبل فترة قائد الحركة في غزة السـ نوار.
أما من يسأل إلى متى هذه الموازنة؟ وهل أصبح الحفاظ على المقاومة هدفًا بحد ذاته؟ والإجابة: هي أن المقاومة هدفها تحرير فلسطين لكن هذا لن تستطيع عليه مقاومة غزة وحدها، يجب أن تكون هنالك جبهات أخرى تحارب بقوة حقيقية، وإلى أن يحصل ذلك ستبقى حمــ !س تحاول الموازنة بين استمرار شعلة المقاومة وعدم الانجرار لحرب شاملة.
