يكافح غالبية متداولي التجزئة لمعرفة كيف يمكن يكون الربح من الفوركس مواصلاً و ثابتاً. تتناول هذه المقالة ما إذا كان من الممكن بالفعل تحقيق الربح من الفوركس بشكل منتظم، بالإضافة إلى بعض النصائح المفيدة للمتداولين التي قد تساعدهم على تحقيق النجاح في الأسواق المالية!



في بادئ الأمر، يجب على المتداول إنشاء أو تعديل استراتيجيات التداول الخاصة به لتناسب شخصياتهم و خطة التداول و شهية المخاطرة. يجب أن يتم اختبار كل استراتيجية تاريخياً قبل الاستخدام، و ينبغي أيضا قياس متوسط فعاليتها. يجب أن تدرك أن الأداء التاريخي ليس تمثيلاً دقيقاً للأداء المستقبلي، وبالتالي لا يضمن الربح من الفوركس دائماً.

ثانياً، يجب أن يطور المتداول عقلية و سيكولوجية معينة حتى يتمكن من متابعة استراتيجيته في التداول باستمرار. سيكون هذا الجزء الثاني هو الموضوع السائد في هذه المقالة، لأن عدم فهمه هو السبب في أن العديد من المتداولين المبتدئين تركوا تداول الفوركس و عقود الفروقات بعد فشلهم في تحقيق ارباح الفوركس المرجوّة.

مطاردة الربح الفوركس غالباً ما تسبب الخسائر

معظم الناس لديهم الهوس بالأرباح، و التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى خسارتها. تعد مطاردة الأموال واحدة من العقبات الرئيسية في تعلم كيفية تحقيق الربح من الفوركس بشكل مستمر في تداول الفوركس والعقود مقابل الفروقات. لتفادي ذلك، من الجيد كخطوة أولى أن ننسى أي أهداف و غايات غير واقعية. من غير المرجح للغاية فكرة الحصول على مبالغ مالية كبيرة من ارباح الفوركس خلال عدد قليل من الصفقات و في مدة زمنية قصيرة.

يمكن أن يكون التداول بشكل مفرط وثقة مفرطة السبب وراء خسارتك لاستثمارك الأولي و ارباح الفوركس المتوقعة. يتعرض المتداولين اليوميين المبتدئين الذين يتبعون حركة السعر على المدى القصير إلى طريقة التفكير هذه. حجم التداول في هذه المجموعة من المتداولين مرتفع، ويمكن أن يفقدوا رأسمالهم في غضون بضعة أشهر أو حتى أقل. يعيش العديد من المتداولين المخضرمين مع مبدأ " لتحقيق الربح من الفوركس تحتاج إلى نسيان كسب المال". من خلال وضع هدف تحقيق المال عالياً، يضع المتداول نفسه تحت ضغط عاطفي كبير، مما يؤدي إلى واحدة من أكبر الأخطاء المحتملة - الافراط في التداول من اجل تحقيق الارباح.

كبديل للتركيز على تحقيق الربح من الفوركس، حاول التركيز على تعلم استراتيجيات التداول، والبحث عن أدوات التداول المتاحة لك. تعرف على التقنيات التي يبدو أن لها منطقاً جيداً و فكر في كيفية استخدامها في استراتيجيتك الخاصة.

يجب أيضاً أن تستثمر وقتك في دراسة كيفية تصرف الأسواق، و تعلم كيفية عمل السوق - هذا أمر بالغ الأهمية. يجب أن تكون أهم النصائح في هذه المقالة هي عدم التوقف عن التعلم أبداً، لأن هناك دائماً استراتيجيات و تقنيات جديدة ناشئة و مفاهيم جديدة يمكنك الاستفادة منها لصالحك. تتغير الأسواق باستمرار، و إذا كنت تريد الانخراط في السوق، فيجب أن تكون قادراً على مواكبة هذه التغييرات و التكيف معها.



حقيقة: المبالغة في التداول لن تحقق الربح من الفوركس!

المبالغة او الافراط هي فقط مرادفات اخرى لمطاردة السوق من اجل تحقيق الارباح، و هي ناتجة عن عقلية خاطئة، كما هو موضح أعلاه. المبالغة المفرطة هي نتيجة للاعتراف بالفرص المتاحة في السوق ليس لأنها موجودة بالفعل، و لكن لأن المتداول يريدها أن تكون هناك. قد يدرك المتداول هذا أو لا, و أن هذا هو المكان الذي يلعب فيه السوق خدعه بعقول المتداولين أو دعنا لا نلوم السوق في هذا و إنما الجشع و قلة التخطيط من قبل المتداول. هناك نوعان من الإفراط في التداول - التداول في كثير من الأحيان والتداول أكثر من اللازم. أولاً ، دعنا نتعامل مع التداول في كثير من الاحيان:

التداول في كثير من الأحيان

صرح وارن بافيت في كلمته التي تحمل عنوان "كيفية الابتعاد عن الديون" أنك بحاجة إلى الانضباط عند الاستثمار:

"يمكنك فقط الانتظار هناك ... و إذا كنت لا تحب الأسعار، فلن تضطر إلى التأرجح يوماً بعد يوم، بعد يوم، و بعد يوم، انتظاراً للمسك بفرص الربح من الفوركس. يمكنك ببساطة الانتظار لذلك مرة واحدة في الشهر عندما تحب السعر، و عندما تعرف حقاً ما تفعله، اضرب بقوة!

و انك تحتاج فعلياً لبضع ضربات فقط. "

على الرغم من أن وارن بافيت كان يشير إلى الاستثمار طويل الأجل (مثل الأسهم)، إذا قمت بتطبيق هذا المبدأ نفسه على تداول الفوركس والعقود مقابل الفروقات، فإنه لا يزال سليماً. خلاصة القول هي أنه: لا يحتاج المتداول إلى القيام بالكثير من الصفقات، إنما التداول بشكل صحيح يكفي. بحلول الوقت الذي تقرر فيه بدء التداول بحساب حقيقي، يجب أن يكون لديك استراتيجية بشروط محددة مسبقاً للدخول في الصفقات. ما عليك سوى اتباع استراتيجيتك الخاصة - و لا تتداول عندما لا يجب عليك ذلك.



التداول أكثر من اللازم

الجزء الآخر من الافراط هو التداول أكثر من اللازم. كثير من الناس يقولون إن توفر الرافعة المالية هي السبب. حسناً، هل ذها صحيح؟ غالباً ما يقدم وسطاء الفوركس والعقود مقابل الفروقات رافعات كبيرة على حسابات التداول الخاصة بهم. من الناحية النظرية, كان هذا في الأصل لتزويد المتداولين بفرصة لتحقيق الربح من الفوركس بشكل معقول من الاستثمارات الصغيرة، و بالتالي تمكين المزيد من الناس لمعرفة القيمة الحقيقية في التداول، و استخدامها كخدمة يقدمها الوسطاء للعملاء من اجل تحصيل ارباح الفوركس بمبلغ قليل حتى 200 دولار كافية لفتح حساب.

و مع ذلك، في الممارسة العملية، لا يزال استخدام الرافعة المالية العالية أمراً شائعاً للمتداولين المبتدئين الذين يغريهم تحقيق أقصى قدر من ارباح الفوركس المحتملة، و لكن بدلاً من ذلك يزيدون خسائرهم فعلياً.

كما يقول المثل الانجليزي "The devils is the details" الشيطان في التفاصيل. الرافعة المالية العالية ليست بالأمر السيئ. يسمح للمتداول بالتعامل مع أحجام أكبر، مما ينتج عنه وجود هامش أقل للاستخدام في حالة السحب. ارتفاع الحجم يعني المزيد من قيمة لكل نقطة - محرك الربح والخسارة. و مع ذلك، فإن اختيار المتداول التداول بحجم كبير بشكل غير معقول يجعل الحساب أكثر عرضة لنداء الهامش. بالنسبة للرافعة المالية نفسها - إن وجدت، فهي لمساعدة المتداول الذي يجب أن يفهم بالفعل كيف تعمل الرافعة المالية و يحترمها.