واحدة من أكثر النقاط الجاذبة في تداول الفوركس هو إمكانية التخلص من وظيفتك الروتينية، أو على الأقل زيادة دخلك عن طريق تغذيته بإيرادات منتظمة من أرباح التداول.
على أرض الواقع، إذا كنت وافدًا جديدًا إلى عالم التداول، فإن الأحلام الكبيرة، وربما غير الواقعية، هي التي تغذي طموحاتك. برغم ذلك، من الوراد أنك قد سمعت بالفعل عن متداولين حاولوا تحقيق دخل إضافي عن طريق التداول بدوام جزئي أو كلي ولكنهم فشلوا في نهاية المطاف.
هذا الأمر قد يدفعك للتساؤل عن مدى واقعية فرص تحقيق ولو دخل إضافي صغير من تداول الفوركس.
للإجابة على هذا السؤال، سنستعرض بعض العقبات التي يمكن أن تمثل تحديًا لتحقيق النجاح في هذا المسعى. سنسرد بعد ذلك بعض النصائح التي من شأنها زيادة فرص نجاحك في هذا المضمار.
هل هذا السيناريو ممكن؟ نعم!
أولاً وقبل كل شيء، فإن الإجابة المختصرة على سؤال "هل تحقيق دخل إضافي صغير من الفوركس فكرة واقعية؟" هي "نعم".
ولكن "نعم" هنا تأتي مع الكثير من المحاذير. ليس من الواقعي طرح هذه الفكرة على اعتبار أنها مهمة يسهل إنجازها، أو أنه يمكنك تحقيق النجاح خلال فترة وجيزة.
قد يستغرق الأمر شهورًا أو حتى سنوات حتى تتمكن من بناء دخل منتظم من تداول الفوركس يمكنك الاعتماد عليه في أمورك الحياتية. وطوال هذه الرحلة الطويلة ستواجه العديد من التحديات.
إذا لم تكن مستعدًا لمجابهتها، أو حاولت التسرع وتحمل مخاطر كبيرة، فإن هذا سيؤدي إلى تدمير حسابك بأسرع مما تتوقع.
العقبات التي قد تحتاج للتغلب عليها لتحويل الفوركس إلى مصدر دخل يمكنك الاعتماد عليه
دعنا هنا نستعرض بعض التحديات التي قد تواجهها وذلك حتى تتمكن من إعداد الخطط اللازمة للتغلب عليها.
1. الأموال
أحد أبرز التحديات في هذا المجال، والذي يعاني منه الكثير من المتداولين الأفراد، هو الافتقار إلى التمويل المناسب.
صحيح أنه يمكنك فتح حساب تداول بإيداع منخفض نسبيًا، كما أن بعض المنصات تسمح لك بإجراء صفقات صغيرة للغاية.
وبنفس المنطق، تستطيع أن تبدأ رحلتك في عالم تداول الفوركس ببضع مئات من الدولارات فحسب.
ولكن ما قد لا تدركه هو أنك إذا كنت تلتزم باستراتيجية عقلانية تنطوي على فتح صفقات بأحجام مناسبة (أي عدم المخاطرة بأكثر من 2% من رصيد حسابك)، فإنك على الأرجح لن تحقق سوى أرباح متواضعة للغاية في بداية الأمر.
سيكون لديك القدرة على مضاعفة حسابك بمرور الوقت، ولكن سيكون أمامك طريق طويل لتحقيق هذا الهدف خصوصًا في بداية التداول.
2. الوقت
أحد العوائق الأخرى التي قد تحول دون تحقيق النجاح كمتداول في سوق العملات هو ضيق الوقت نتيجة انشغالك بوظيفة أخرى.
حتى محاولة تحقيق دخل إضافي بسيط من الفوركس هي في جوهرها تظل وظيفة لها متطلبات كأي وظيفة أخرى. سيتعين عليك بذل نفس القدر من الجهد والوقت والعمل الشاق تمامًا مثل المتداولين بدوام كامل، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتعلم التداول ومراقبة الأسواق وإنشاء واختبار استراتيجيات مربحة.
تخصيص الوقت الكافي قد لا يكون مهمة مستحيلة، ولكنه سيتطلب بعض الإبداع.
3. جدول المهام اليومية
في ذات السياق، قد تواجه صعوبة في جدولة مهام التداول إذا كنت مضطرًا لفتح صفقاتك أثناء الدوام اليومي.
هذه أيضًا ليست عقبة مستحيل التغلب عليها، ولكنها ستتطلب إيجاد طريقة مناسبة للتداول خلال ساعات العمل أو أثناء الليل.
4. عوامل التشتت
يجب أن يكون تركيزك في أفضل حالاته عند التخطيط للصفقات وتنفيذها، ولكن قد يكون من الصعب الحفاظ على صفاء ذهنك وإعداد خطط سليمة في الوقت الذي تخطط فيه لاجتماع عمل أو إذا كنت قلقًا بشأن تقارير التقييم الأداء من رئيسك في وظيفتك اليومية.
5. الطاقة والعزيمة
أيضًا لا تنسى أن وظيفتك اليومية لا تتطلب وقتًا فحسب، بل تستهلك أيضًا طاقتك ومجهودك. استنفاذ هذه الطاقة والمجهود قد يجعلك تواجه صعوبات في التحلي بالتركيز اللازم لتداول الفوركس.