صعدت الليرة التركية لأقوى المستويات على الإطلاق منذ سبتمبر الماضي بعد رفع البنك المركزي التركي معدل الفائدة للشهر الثاني على التوالي، بما حفز آمال المستثمرين حول التزام السلطات النقدية بالسياسات المحابية للسوق.

استمر صعود الليرة التركية بقوة ليوم الثلاثاء، لتسجل مستوى 7.3805 ليرة تركية لكل دولار أمريكي. وتتقلص الخسائر من بداية العام لليوم لحوالي 20% أو أقل.

في غضون شهرين رفع البنك المركزي التركي معدل الفائدة بنسبة 2%، وصولًا لـ 17%، بما تجاوز توقعات المستثمرين أنفسهم. وتضاعف معدل الفائدة من مستويات سبتمبر، والهدف من الإجراءات كبح جماح التضخم، والحفاظ على سعر الصرف.

وارتفاع معدلات الفائدة يعني ارتفاع الفائدة على الإيداعات بالليرة تدريجيًا، وبهذا يضحى لدى العامة في تركيا دافعًا للحفاظ على مدخراتهم وأرباحهم بالليرة التركية، وليس الدولار الأمريكي أو اليورو. أمّا المستثمرون فيقولون إن الاقتصاد هذا العام ضعف جراء التحول إلى الدولار.

وفي 18 ديسمبر ارتفع العائد لشهر واحد على إيداعات الليرة التركية إلى 14.6% من 9.4% المسجلة في منتصف سبتمبر. ويظل تضخم أسعار المستهلكين في البلد 14%. والعوائد على الإيداعات لـ 3 أشهر ارتفع من 11.6% إلى 16.00%، وفق بيانات البنك المركزي.

وبدأت الليرة التركية تجني ثقة المستثمر الأجنبي لإعادة استثماراته لتركيا. وسحب الأجانب مئات المليارات من الليرة التركية هذا العام على خلفية السياسات النقدية غير المعهودة التي اتخذتها تركيا لتحسين النمو الاقتصادي خلال أزمة فيروس كورونا. والآن تخلت تركيا عن أغلب تلك السياسات.

ويدافع البنك المركزي الآن عن الليرة بسياسات تروق للجميع، وفاعليتها مثبتة، عوضًا عن إهدار الاحتياطي النقدي لتثبيت سعر الصرف. ويحاول البنك الآن إعادة بناء الاحتياطي النقدي الذي هبط للصفر، ويتزعم الحركة المحافظ الجديد للبنك المركزي، ناجي إقبال، ويحارب إقبال التضخم المرتفع.

ويقول الرئيس التنفيذي لبنك يابي كريدي، أكبر البنوك التركية المدرجة، يوم الاثنين الماضي، إن السلطات تتخذ الإجراءات الضامنة لتعافي اقتصادي وقوة الاستقرار المالي.

وزادت الليرة التركية من مكاسبها اليوم بعد نجاح تركيا في توقيع اتفاق تجارة حرة مع المملكة المتحدة المنفصلة حديثًا عن الاتحاد الأوروبي.