سيولة سوق الفوركس و مزودي السيولة
مزودو السيولة في الأسواق المالية هم بشكل عام "صناع السوق" أو ضامنو الاكتتاب الذين يمتلكون قدرا كبيرا من الأصل المالي ومن الناحية المثالية يجلبون استقرار الأسعار إلى الأسواق من خلال ضمان التوزيع المناسب لهذه الأصول لكل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات.
يشهد سوق الصرف الأجنبي أحجام معاملات يومية تزيد عن 5 تريليون دولار أمريكي سيولته لا مثيل له مقارنة ب أسواق رأس المال الأخرى في جميع أنحاء العالم إذن ما هي سيولة الفوركس؟
مفهوم سيولة الفوركس
يمكن تعريف سيولة سوق الفوركس على أنها القدرة على تحويل أداة مالية ذات قيمة إلى عملات خلال فترة زمنية محددة .. إن توفر مزودي السيولة في شكل بنوك كبيرة ومديري استثمار أجنبي وشركات متعددة الجنسيات وأفراد من أصحاب الثروات العالية وصناديق تحوط يجعل السوق عميقة وسلسة.
هذا يعني ان المتداولين قادرون على الدخول والخروج من المراكز بسرعة بسبب توفر احتياطي العملات بشكل كبير و هذا أمر مرغوب فيه لكل لاعب في السوق لأن السيولة الأكبر تعني فروق أسعار أقل وتكاليف تداول أقل.
نتيجة لذلك يتم ضمان استقرار الأسعار و يمكن لأسواق الفوركس عادة استيعاب الطلبات الكبيرة دون التأثير على سعر أي عملة.
سيكون السوق غير السائل متقلبا ولديه فجوات في الأسعار كما انه يمكن أن تؤدي الأحداث المختلفة مثل النشرات الإخبارية غير المتوقعة والتقارير الاقتصادية والحروب وعدم الاستقرار السياسي إلى مشكلات السيولة في أسواق الفوركس أيضا وهذا يجعل دور مزودي السيولة مهما للغاية حيث أنهم يوفرون السيولة في جميع ظروف السوق كما إنهم يتحملون قدرا كبيرا من المخاطر ويستخدمون المعلومات القيمة المتاحة لهم لتقديم هوامش تنافسية.
موفرو السيولة من "المستوى 1"
عندما يعمل مزود السيولة كصانع سوق فإنهم يتصرفون كمشتري وبائع لسعر الصرف أو فئة أصول معينة اي إنهم يحاولون حرفيا "إنشاء سوق" للعملات والأصول المالية الأخرى بينما يعرضون ممتلكاتهم للبيع والشراء النشط في وقت واحد
في أسواق العملات يتخذون مراكز في أزواج العملات التي يمكن أن يقابلها صانع سوق آخر أو ببساطة يضيفون إلى دفاترهم ليتم تصفيتها في وقت لاحق من الناحية الوظيفية يعمل هذا على سد الفجوة بين اللاعبين في السوق
في السوق التي يمكن أن تدعم أحجام تداول أعلى يمكن للمتداولين على المدى الطويل شراء وبيع العملات دون الحاجة إلى انتظار مستثمر آخر مماثل للقيام بنفس الشيء و يراقب العديد من صانعي سوق الفوركس مستويات الطلب والطلبات للعملاء ،ويقومون بتنفيذ أوامر السوق نيابة عنهم.
تندرج البنوك الاستثمارية الكبيرة التي تضم أقساما كبيرة لتداول العملات الأجنبية والشركات المصرفية التجارية العملاقة تحت مستوى "المستوى 1" لمزودي السيولة في سوق الفوركس و يعتبرون مزودي السيولة الأساسيين الذين يمكنهم إرسال أوامر إلى الأسواق بأسعار تعكس المعلومات المتاحة على أفضل وجه إلى جانب المخاطر المرتبطة بمعاملات الاحتفاظ بزوج من العملات.
تشارك البنوك التجارية الكبرى بشكل كبير في الشركات الكبرى التي تتطلب معاملات صرف أجنبي مكثفة على أساس منتظم و هذا يجعلها واحدة من أكبر مزودي السيولة في أسواق الفوركس حيث ان لديهم نماذج أعمال مختلفة مما يجعلهم قادرين على خدمة السوق بعدة طرق
من الأمثلة على مزودي السيولة من المستوى الأول الذين لا يزالون نشطين في صناعة الفوركس دويتشه بنك ، ومورجان ستانلي ، ويو بي إس ، وباركليز ، وسوسيتيه جنرال وكريدي سويس و يشمل بعض عملاء هؤلاء المزودين الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية (الاثرياء) والبنوك الأصغر والشركات الكبيرة وصناديق التحوط.
موفرو السيولة من "المستوى 2"
يضم هذا المستوى مزودي السيولة الذين يعملون على مستوى ما بين البنوك خارج البورصة و هم صناع السوق في المقام الأول و معظم هذه المؤسسات هي وسطاء الفوركس البارزون والأسماء المصرفية التجارية الذين يخدمون عملاء التجزئة.
تتم خدمة ما يقرب من 50٪ من جميع المعاملات في الأسواق المالية من قبل مزودي السيولة بين البنوك لكن صغار التجار والشركات لا يمكنهم إرسال معاملاتهم مباشرة إلى البنوك بسبب محدودية توافر التكنولوجيا ورأس المال.
كيف يربح مزودو السيولة المال؟
مزودو السيولة يجعلون السوق أكثر سلاسة وقوة للتعامل مع أحجام التداول العالية لكن ماذا سيحصلون في المقابل؟
يحصلون على ربح في شكل فرق بين سعر العرض والطلب لزوج العملات يعرف هذا باسم سبريد التداول
لماذا من المهم اختيار مزود السيولة المناسب؟