وفقاً للإحصاءات التي ينشرها معظم وسطاء الفوركس، فإن 70-75% من المتداولين الأفراد الذين يستخدمون منصاتهم يتكبدون خسائر في نهاية المطاف. يعني ذلك أنه من بين كل 100 متداول يقوم بالإيداع في حسابه بداية العام، فإن 25-30 فقط هم من يحققون أرباح وتنهي أرصدتهم عند مستوى أعلى من قيمة الإيداع الأولي. وبحسب هذه الأرقام، لا يوجد أدنى شك في أن الغالبية العظمى من متداولي الفوركس هم متداولين خاسرين، أو بعبارة أخرى غير قادرين على تحقيق أرباح في نهاية عام طويل من العمل الشاق. سنركز في هذه المقالة على الأسباب الرئيسية لفشل معظم متداولي الفوركس في تحقيق أي أرباح من السوق، حتى برغم وفرة المعلومات وثروة المعرفة المتاحة مجاناً على مختلف مواقع الإنترنت.
التداول بدون خطة
أحد أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها متداولي الفوركس هو أن العديد منهم يتداول في أسواق العملات دون خطة موضوعة سلفاً، والتي يطلق عليها خطة التداول. لا يفعل معظم المتداولون الخاسرين أكثر من فتح الرسم البياني والبدء في التداول على الفور، وفي أحيان أخرى يكتفون بالتداول استناداً إلى ردود أفعالهم على بعض التقارير الاقتصادية أو عناوين الأخبار، والتي في نظرهم تبرر الدخول سريعاً في بعض الصفقات الواعدة.
بناء توقعات بعيدة عن الواقع
أحد السمات المشتركة بين المتداولين الخاسرين هي وجود توقعات وتصورات بعيدة عن الواقع طوال رحلتهم في عالم التداول، والتي تتلخص معظمها في القدرة على تحقيق أرباح ضخمة فور البدء في التداول. هذه التوقعات غير الواقعية للأرباح المحتملة تقود عادةً إلى تحمل مخاطر غير ضرورية تتحول سريعاً إلى خسائر فادحة بسبب غياب الخبرة اللازمة لتحقيق الأرباح. يتصور معظم متداولي الفوركس الخاسرين أيضاً أن صفقاتهم ستكون رابحة منذ اللحظة الأولى، وهذه بالطبع تصورات بعيدة تماماً عن الواقع.