السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إن الخوف من ضياع فرص الصفقات الجيدة قد يصبح خطيرا لأنه يتسبب غالبا في قيام المتداول بالاشتراك في التداول بالسوق بأي ثمن، فتؤدي الإثارة والنشوة إلى إلغاء خطة التداول وعدم الالتفات إلى المخاطر المحتملة للصفقة، وهذا الخوف من ضياع فرص التداول هو أمر ينبغي عليكم التخلص منه إذا أردتم أن تصبحوا متداولين ناجحين، لأنكم إن لم تحاولوا، فسوف يتسبب ذلك في جعلكم تقومون بالإفراط في التداول.
وكما ناقشنا في إحدى مقالاتي السابقة عن التكرار المنخفض لعدد مرات التداول مقابل التكرار المرتفع لعدد مرات التداول، فإن تكرار الصفقات ليس ما ينبغي عليك الاهتمام به، وإنما ينبغي عليك الاهتمام بجودة الصفقات التي تقوم بها، وما ينبغي أن تخشاه هو التداول بشكل مكثف، وليس الإقلال من التداول كثيرا! لما يزيد على العشر سنوات من التداول ومساعدة المتداولين الأخرين، فإن المشكلة الأولى التي أرى المتداولين الهواة والمتعثرين يقعون فيها هي أنهم يكثرون ببساطة من التداول، إن السوق لن يبرح مكانه، وسيظل بإمكانك التداول دائما، لذا لا تقلق حيال ضياع فرصة اختيار نموذج أو اثنين من نماذج الصفقات، فمن الأفضل أن تكون حذرا ولا بأس من إضاعة بعض الصفقات بدلا من أن تسعى بشكل محموم إلى فرض إحدى الصفقات بالقوة دون أن يكون لها أي أهمية في الواقع.
الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة
إن التركيز على أن تكون مصيبا في قراراتك بدلا من التركيز على تحقيق المكاسب يرجع إلى غرور المتداول، فالغرور يوازن بين صافي قيمة رأس مال المتداول وبين تقديره الذاتي لشخصه مما يؤدي إلى جني الأرباح بصورة سريعة جدا أو الخروج من الصفقة عند مستوى التعادل. ينتج عن التداول العديد من القضايا التي تخص علاقة المرء بالمال، قد يصعب الصراع الداخلي بين الحاجة إلى كسب المال وبين الحاجة إلى الوصول للكمال الأمر في الخروج من إحدى الصفقات خاسرا لأن ذلك يدمر صورتك المثالية أمام نفسك، أو قد يتعاظم لديك الشعور بالذنب جراء جني المال وبالتالي تبحث عن سبيل لإعادة المال إلى السوق بطريقة غير واعية، وحتى تتجنب هذا التدمير الذاتي، ينبغي أن يكف الغرور عن حماية تلك الصور الذاتية.
إن التداول هو لعبة احتمالات وسوف يكون هناك دائما خسائر، فطلبك للكمال يهيئك فقط للفشل، فإن لم يسعك تقبل الخسارة في بدايتها وهي بسيطة لأنك تسعى للكمال، فسوف تظل هذه الخسارة تزيد وتكبر إلى أن تصبح خسارة أكبر بكثير.
ارتكاب الأخطاء له تأثيراته المختلفة على الأفراد، ربما أدت الدرجات الضعيفة إلى استياء الآباء وشعرت بالدونية وعدم القيمة، فنحن سريعي التأثر والحساسية بالنسبة لتعليقات الأخرين، فحينما نكون أطفالا، قد يكون للتعليقات عواقب غير متوقعة وطويلة الأمد، وكثير منا لم يشفى تماما من التأثيرات النفسية للمعاقبة على ارتكاب الأخطاء حتى هذه اللحظة، وتصبح المسارات العصبية راسخة في الدماغ وهي المسئولة عن ربط العواطف والانفعالات بخبرات التعليم، وحينما تكون تلك العواطف سلبية، فإنها تحول بيننا وبين قدرتنا على التعلم في ظل ظروف صحية وبناءة