الحرب التجارية .. هل تتتراجع أمريكا عن العقوبات مع الصين
مضت أكثر من سنة على مغادرة الرئيس السابق ، للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب للبيت الأبيض . الذي أمضى فيه عهدة كاملة ، أتسمت معالمها بصراع مباشر ، مع قوى عالمية على رأسها الصين ، التي دخل معها في الحرب التجارية التي كان دائما يحملها أسباب عجز الإقتصاد الأمريكي ، الذي لم يعد منافسا شرسا للإقتصاد الصيني .
البداية... بين الألمنيوم و الذهب ؟ .
حيث فرض دونالد ترامب بمبادرة من مستشاريه ، و رجال أعمال نافذين تعريفات جمركية على معدن الألمنيوم ، التي تستورده الولايات المتحدة الأمريكية من عدت دول أبرزها الصين و الإتحاد الأوربي ، حيث أدي هذا القرار إلى هزات كبيرة في العلاقات بين هذه البلدان . و هو الأمر الذي دفع كل من الصين و الإتحاد الأوربي ، اتخاذ إجراءات مماثلة مما أجج الصراع حيث أن المعدن الأصفر ، الذي فقد بريقه خلال سنوات عديدة كان متربصا لهذه الفرصة . فارتفع الذهب من 1050 دولار للأونصة ، إلى حدود 2000 دولار و هو حسب خبراء يعد ارتفاعا منطقيا بسبب الظروف التي يعيشها الاقتصاد العالمي .
فقد هرول المستثمرون و أصحاب الصناديق الإسثمارية و الائتمانية ، إلى شراء مزيد من الذهب بسبب الفوضى و الخوف الذي أصاب الأسواق . بعد احتدام الصراع بين الكبار على اقتصاد الكوكب ، لأن الذهب ملك الملاذآت الآمنة خصوصا في حالات الصراعات و الحروب .
الأندرويد ... و صراع قوقل و هواوي
الأندرويد نظام التشغيل المشهور ، الذي يتواجد في حوالي 4 ملايير جهاز هاتف ذكي حول العالم ، و الذي كان براءة اختراعه من نصيب شركة Google الأمريكية ، و التي قدمت هذا النظام للعالم على أساس أنه ، نظام مفتوح المصدر و بإمكان الجميع برخصة من شركة Google .
و من بين هذه الشركات Huawei العملاق الصيني ، الذي نافس الجميع في مجال الهواتف الذكية في الظاهر أما في الباطن فالعملاق الصيني ، هو الذي سيطر على مجالا تقنيات الاتصال في العالم من الجيل الرابع و الخامس و تطوير الجيل السادس .
و هذا ما خلق قلقا لدي الأمريكان و اعتبره الرئيس دونالد ترامب حربا تقنية ، تشنها الصين على الولايات المتحدة الأمريكية لإفشال مساعي الصين ، و هواوي في السيطرة على القطاع حول العالم ، و قد اتضح ذلك جليا من خلال ضغط دونالد ترامب على الوزير الأول البريطاني بوريس حونسون . الذي ألغي عقد شركة هواوي و أمر أيضا بإزالة كل القطع ، التي ركبتها شركة هواوي في أبراج الإتصالات في المملكة المتحدة .
و هذا ما كلف شركة هواوي خسائر فادحة ، لكن الأمر لم يتوقف هنا بل إنتقل إلى شركة Foxconn الصينية عملاق التصنيع ، الذي يشرف على تركيب كل أجهزة الآيفون ، و العديد من منتجات شركة Apple الأمريكية ، و الذي هدد الرئيس ترامب بتوقيف كل نشاطات التركيب و نقلها إلى الولايات المتحدة أو الهند .
كوريا الشمالية و صفقة القرن
بعد أن تبين لدونالد ترامب أن مشاكله ، مع الصين قد تؤثر على اقتصاد بلاده ، و كذلك على علاقات بلاده السياسية في جنوب شرق آسيا ، مما دفعه إلى إيجاد حل فكان كيم جونغ أون هو الحل ، بحيث أنه إذا توصل معه لاتفاق ينتهي بسلام دائم ، و توقيف لبرنامج كوريا الشمالية النووي .
و الذي سيعتبر إنجازا تاريخا للولايات المتحدة و للرئيس ترامب ، حيث أن الصين تعد شريكا وحيدا لكوريا الشمالية ، و إذا توصل ترامب لإتفاق معها ، فهو يعد وضع قدم في حديقة الصين الخلفية ، و هذا سينعكس على القرار الصيني في مجال الاقتصاد ، و الذي قد يرضخ لمطالب ترامب ، خصوصا بعد زيادة الدين الأمريكي العالم ، و شراء الصين لكميات كبيرة من السندات الأمريكية .
بايدن و الحرب التجارية بين أمريكا والصين ... الحل
في الظاهر يبدو أن الرئيس جو بايدن ، يميل إلى التهدئة مع الصين ، و إخماد الحرب التجارية بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية ، و إصلاح ما أفسده دونالد ترامب ، و البحث عن اتفاق لتجنب الحرب التجارية ، بين بكين و واشنطن ، لكن في الواقع أن الشرخ كبير جدا في العلاقات فالصين ، تأثرت كثيرا من قرارات ترامب ، و تعرضت لخسائر فادحة خصوصا مع شركة هواوي ، و في الطرف الأخر هنالك مجموعة كبيرة ، من السيناتورات في مجلس الشيوخ ، و الكونغرس تعارض العودة ، إلى العلاقات الاقتصادية مع الصين .
لكن من الواضح أن الجائحة التي أصابت العالم بسبب فيروس كورنا المستجد ، المعروف بكوفيد 19 و التي اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية الصين في الوقوف ورائها . كانت سببا في تأخر المحادثات بين الطرفين ، لإصلاح ما أفسد عصر ترامب .