أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، عن ثقته بإمكانية رفع حجم التبادل التجاري مع قارة أفريقيا إلى 50 مليار دولار عبر الجهود المشتركة.

وأكد أردوغان، في كلمة له خلال قمة الشراكة التركية-الأفريقية المنعقدة في إسطنبول، أن "تركيا لم تدِر ظهرها لأفريقيا وشعوب القارة قط"، وأنه نتيجة الجهود المشتركة بلغت العلاقات التركية الأفريقية "مستويات لم يكن من الممكن تصورها قبل 16 عاما".

وأفاد بأن حجم التبادل التجاري بين تركيا والقارة الأفريقية تجاوز 25.3 مليار دولار في 2020، معبّرا عن ثقته بأن حجم التبادل التجاري بينهما سيرتقي إلى 50 مليار دولار أولا، ثم إلى 75 مليار دولار "عبر جهودنا المشتركة".

وأشار إلى أنهم يتابعون من كثب اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 2021، مؤكدا أن بلاده تسعى مع أفريقيا جاهدة للربح والتطور والتنمية معا، "والسير يدا بيد نحو المستقبل".


وتابع "وسّعنا وجودنا في جميع أنحاء أفريقيا عبر مؤسساتنا مثل (تيكا)، ومعهد يونس إمره، ووقف المعارف، ووكالة الأناضول، والخطوط التركية، والهلال الأحمر".

وبخصوص مكافحة وباء كورونا قال الرئيس التركي "ندرك غياب العدالة عالميا في الوصول إلى لقاحات كورونا، والإجحاف الواقع بحق أفريقيا في هذا الخصوص"، مشيرا إلى أنهم يخططون لإرسال 15 مليون جرعة لقاح كورونا إلى أفريقيا في الفترة المقبلة.

وقال "عندما يصبح لقاحنا (توركوفاك) جاهزا سنضعه في خدمة شعبنا وإخواننا الأفارقة والإنسانية جمعاء".

وأضاف أردوغان "أؤمن بضرورة تضافر جهودنا من أجل تمثيل أفريقيا بالشكل الذي تستحقه في مجلس الأمن الدولي"، موضحا أن "النضال الذي نخوضه تحت شعار (العالم أكبر من 5) ليس من أجلنا فحسب، بل لمصلحة إخواننا الأفارقة أيضا".


ورأى الرئيس التركي أنه من "الإجحاف الكبير" أن لا يكون هناك كلمة أو دور في صنع القرارات بمجلس الأمن لقارة أفريقيا التي يعيش فيها 1.3 مليار نسمة.
أزمة الليرة التركية تتفاقم
يأتي ذلك في ظل تراجع جديد حاد لليرة التركية التي هوت أمس الجمعة 9% بانخفاض قياسي جديد أمام الدولار، وسط مخاوف بشأن دوامة التضخم التي أحدثتها خطة أردوغان لخفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع الأسعار.

وبلغ سعر الليرة 17.17 للدولار أمس الجمعة مما أدى إلى تدخل مباشر في السوق من جانب البنك المركزي لدعم العملة التركية المتعثرة في خامس تحرك له هذا الشهر، لمواجهة ما وصفه بالأسعار "غير الصحية".

وقلّص شراء البنك للدولار خسائر الليرة إلى 16.5 بحلول الساعة 11:16 بتوقيت غرينتش أمس الجمعة. وببلوغ هذا المستوى، فقدت الليرة التركية 55% من قيمتها هذا العام بما في ذلك 37% في آخر 30 يوما فقط مما زعزع اقتصاد السوق الناشئة الكبيرة.


وأدى قرار أردوغان بالمضي قدما بخفض سعر الفائدة الرئيسي 500 نقطة أساس منذ سبتمبر/أيلول بما في ذلك خفض كبير آخر أول أمس الخميس، إلى ارتفاع التضخم إلى أكثر من 21%. ويقول خبراء اقتصاديون إن التضخم من المرجح أن يتجاوز 30% العام المقبل بسبب ارتفاع أسعار الواردات وزيادة في الحد الأدنى للأجور.