انخفض سعر عملة البيتكوين المشفرة إلى أقل من 34 ألف دولار لأول مرة منذ ثلاثة أشهر يوم الأربعاء، بعد أن فرضت الصين قيودا جديدة على العملات المشفرة، وأوقفت شركة تيسلا بيع السيارات باستخدامها.

وحظرت بكين على البنوك وشركات تحويل الأموال تقديم الخدمات المتعلقة بمعاملات العملة المشفرة.

كما حذرت الصين المستثمرين يوم الثلاثاء، من المضاربة على العملات المشفرة.

ويأتي ذلك بعد انخفاض عملة البيتكوين بأكثر من 10 بالمئة الأسبوع الماضي بعد أن قالت شركة تيسلا الأمريكية إنها لن تقبل التعامل بهذه العملة بعد الآن.

لكن بيتكوين استعادت بعض مكاسبها، بعد ظهر يوم الأربعاء، رغم استمرار انخفاضها بنسبة 10.4 بالمئة لتستقر عند 38 ألفا و131 دولارا.

وفي الوقت نفسه، خسرت عملات رقمية أخرى مثل إيثر، التي تعمل كوقود لشبكة إيثريوم، وفقدت 22 بالمئة، كما فقدت عملة دوغيكوين حوالي 24 بالمئة.

كما انخفضت أسهم تيسلا بأكثر من 3 بالمئة في وول ستريت، ربما بسبب قرارها بشأن التعامل بالعملة الرقمية.

ومع هذا لا تزال تيسلا المملوكة للملياردير إيلون ماسك، تمتلك حوالي 1.5 مليار دولار من العملة المشفرة.

تسلا تعلق بيع سياراتها الكهربائية بعملة بيتكوين "بسبب القلق بشأن تغير المناخ"

لأول مرة، قيمة عملة بيتكوين تتجاوز 60 ألف دولار

بكين تتخذ إجراءات صارمة
كان تداول العملات المشفرة غير قانوني في الصين منذ عام 2019 للحد من جرائم غسل الأموال. ومع هذا يمكن تداول عملات مثل البيتكوين عبر الإنترنت، الأمر الذي يقلق بكين.

وأصدرت ثلاث منظمات مدعومة من الدولة، بما في ذلك الجمعية الوطنية لتمويل الإنترنت في الصين والجمعية المصرفية الصينية ، تحذيرا على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء من التعامل بها.

وحذرت المنظمات الصينية من أن المستهلكين لن يتمتعوا بأي حماية إذا تكبدوا أي خسائر من معاملات الاستثمار في العملات المشفرة.

وأوضحت أن التقلبات الشديدة الأخيرة في أسعار العملات المشفرة "تنتهك بشكل خطير سلامة أصول العملاء المالية"، وتعطل "النظام الاقتصادي والمالي الطبيعي".

وقال نيل ويلسون من موقع ماركتس.كوم: إن الصين "تمارس منذ فترة ضغوطا على قطاع العملات الرقمية، لكن ما حدث مؤخرا يمثل تصعيدا قد تتبعه دول أخرى الآن".

وأضاف أن الجهات التنظيمية الغربية كانت تشعر بالارتياح حتى الآن تجاه البيتكوين، "لكن هذا قد يتغير قريبا".

منعطف تيسلا
في مارس/ آذار الماضي، أعلن إيلون ماسك بشكل غير متوقع بأن شركة صناعة السيارات الكهربائية ستسمح للعملاء بشراء سيارات باستخدام بيتكوين.

لكن في الأسبوع الماضي، كان هناك منعطف خطير وأوقف ماسك مشتريات السيارات باستخدام بيتكوين بسبب مخاوف بيئية.

تيسلا تحقق أرباحا قياسية بفضل مبيعاتها بعملة بيتكوين
وتتركز مخاوفه على عملية تعدين البيتكوين، وتعني الاستخدام الكثيف للطاقة بتشغيل أجهزة كمبيوتر عالية الطاقة. وغالبا ما تعتمد على الكهرباء المولدة بالوقود الحفري.

وكتب ماسك: "نحن قلقون بشأن الزيادة السريعة في استخدام الوقود الحفري لتعدين البيتكوين ومعاملاته، وخاصة الفحم، الذي يتسبب في أسوأ انبعاثات كربونية أكثر من أي وقود آخر".

وأضاف ماسك أن "العملة المشفرة فكرة جيدة ... ولكن هذا لا يمكن أن يكون بتكلفة كبيرة على البيئة".

وقال إن شركة صناعة السيارات الكهربائية لم تكن تنوي بيع أي من عملة البيتكوين الخاصة بها وتعتزم إعادة التعامل بالعملة المشفرة بمجرد تحول التعدين إلى استخدام مصادر طاقة أكثر استدامة.

على الرغم من أنه لا يمكن تداول العملة الرقمية في الصين، إلا أن أكثر من 75 بالمئة من تعدين البيتكوين حول العالم يتم في الصين.