منعت الحكومة الجزائرية قانونًا تداول عملة “البيتكوين” الإفتراضية بسبب إفتقادها لـــ”الدعامة المادية كالقطع و الأوراق النقدية و عمليات الدفع بالصك أو بالبطاقة البنكية” مثلما جاء في الجريدة الرسمية في العدد رقم 76 الصادر بتاريخ 28 ديسمبر 2017 و جاء في المادة 117:”يُمنع شراء العملة الافتراضية و بيعها و استعمالها و حيازتها…..يعاقب على كل مخالفة لهذا الحكم،طبقًا للقوانين و التنظيمات المعمول بها”.

و تعتبر عملة “البتكوين” (Bitcoin) من العملات الافتراضية (Virtual Currency)، التي طُرِحت للتداول في الأسواق المالية في سنة 2009م، وهي عبارة عن وحداتٍ رقَمية مُشَفَّرة ليس لها وجودٌ فيزيائيٌّ في الواقع ويمكن مقارنتها بالعملات التقليدية كالدولار أو اليورو مثلًا.و هذه الوحدات الافتراضية غيرُ مغطَّاةٍ بأصولٍ ملموسةٍ، ولا تحتاج في إصدارها إلى أي شروطٍ أو ضوابطَ، وليس لها اعتمادٌ ماليٌّ لدى أيِّ نظامٍ اقتصادي مركزي، ولا تخضعُ لسلطات الجهات الرقابية والهيئات المالية؛ لأنها تعتمدُ على التداول عبر الشبكة العنكبوتية الدولية (الإنترنت) بلا سيطرة ولا رقابة.

وبيتكوين هى واحدة من ضمن 100 عملة إلكترونية افتراضية، لكنها الأشهر والأكثر تداولاً، ولا تخضع لرقابة أي بنوك مركزية ولا توجد أى جهة تنظيمية لها، وهو أحد أهم الأسباب التى أثارت شهية المستثمرين والمضاربين فى العالم، وفى المقابل أثارت حفيظة ومخاوف العديد من الدول التى حذرت من تداولها خوفا من استخدامها فى تمويل عمليات إرهابية او تجارة غير مشروعة أو غسل أموال، وفى المقابل يتم استخدام هذه العملة أيضا فى حجز تذاكر الطيران وتقبل العديد من المتاجر العالمية الشراء من خلالها مثل آبل ومايكروسوفت.

و كانت عملة البيتكوين قد استمرت في إضفاء قدر أكبر من الإثارة على تعاملات المتداولين في هذا الأصل من الأصول الافتراضية.

وفقدت العملة الافتراضية، الأكبر على الإطلاق من حيث حجم التعاملات، حوالي ثلث قيمتها مع قرب نهاية العام الماضي 2017. وأشارت تعاملات الأسبوع الأخير في العام المنصرم إلى تراجع في قيمة العملة بحوالي 14 في المئة، مستقرة عند مستويات قريبة من 13419 دولار للوحدة، وفقا للبيانات التي توفرها منصة التداول في العملات الافتراضية كوينديسك على موقعها الإليكتروني، ما يجعل العملة عند أسوأ المستويات منذ 2013.

وقد قطعت البيتكوين رحلة طويلة حافلة بالمفاجآت على مدار 2017، إذ بدأت التعاملات في جانفيي عند مستوى 1000 دولار للوحدة، لكنها تمكنت من بلوغ مستويات فاقت 19 ألف دولار للوحدة الواحدة. ويصل عدد عملات بيتكوين التى يتم تداولها عالميا حاليا إلى 16.77 مليون عملة، وطبقا لما ذكره مخترع العملة الرقمية الأكثر جدلا والغير معروف هويته الحقيقية على وجه التحديد وإنما هو شخص يدعى “ساتوشى نكاموتو” يعتقد أنه يابانى الجنسية، فلا يمكن إصدار سوى 21 مليون عملة بيتكوين فقط طبقًا للورقة البحثية المنسوبة إليه التى يرجع تاريخها لعام 2008، حيث اخترع هذا الباحث العملات الرقمية بعد خسارة المواطنين حول العالم للثقة فى النظام الاقتصادى العالمى فى أعقاب الأزمة المالية العالمية فى ذلك العام.

وقد تحدد قمة الدول الـ20 الكبرى أو ما يسمى الـG20 مصير البيتكوين فى عام 2018 فى اجتماعها المرتقب بالأرجنتين كيف ستتعامل دول العالم مع هذه التقنية الحديثة، والتى لا تقتصر على كونها مجرد تداول لعملات تفقد البنوك المركزية فى العالم السيطرة عليها مطلقا واكتفت بالتحذير من التعامل بها وهى التحذيرات التى اطلقتها حوالى 65 دولة حول العالم كان آخرها كوريا الجنوبية قبل أيام، وإنما تكنولوجيا جديدة كليًا قد تكون هى مستقبل العالم إذا تمكنت من تنظيمها والسيطرة عليها.