السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته.
أهلاً ومرحباً بكل إخواني وأخواتي أعضاء منتدى فوركس العرب تحيه طيبه لشخصكم الكريم وبعد موضوعنا اليوم يتحدث عن ماهي أسعار صرف العملات والسياسة النقدية؟

في البدايه معروف فى التجارة والاستثمار يوجد هناك دائما عنصر مخاطرة في مواجهة الخسارة ومن لايريد المخاطرة فعلية أن لا يتاجر أصلا وعلى قدر إمكانية الربح تكون نسبة المخاطرة فأسعار العملات تتغير بشكل مستمر وتتقلب الأسعار طوال الوقت وهي شديدة التأثر بالظروف الإقتصادية والسياسية وبشكل غير متوقع أحياناً .

هذة الطبيعة في أسعار العملات يجعل من توقع اتجاة السعر مسألة ليست بالهينة على الإطلاق فإن معدل حركة أسعار العملات يومياً يتراوح مابين 100-300 نقطة صعوداً أو هبوطا إذا حولت هذة النقاط إلى مقابلها مادياً ستجد أن هذا يعني مبالغ هائلة يومياً يمكن أن تربحها أو تخسرها .وهذا يعتمد على صحة توقعاتك.

من بين العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار الصرف سنجد معدلات الفائدة، التضخم، الميزان التجاري، المضاربات، الاستثمار الأجنبي وتدخل البنوك المركزية هناك ارتباط متبادل بين أسعار الفائدة والتضخم. عندما يرتفع التضخم يلجأ البنك المركزي عادةً إلى رفع سعر الفائدة على الأموال المقترضة والتي من المفترض في هذه الحالة أن تساعد على تخفيض الإنفاق الاستهلاكي.

على العكس من ذلك عندما ينخفض التضخم يلجأ البنك المركزي إلى خفض سعر الفائدة ليشجع بشكل غير مباشر على زيادة إنفاق المستهلكين توفر العملات ذات معدلات الفائدة الأعلى عائد أكبر لحائزيها ولهذا يقبل كثير من مستثمري الفوركس على هذه العملات في مقابل بيع العملات ذات أسعار الفائدة المنخفضة للاستفادة من فروق العائد. إتباع هذه الاستراتيجية لفترة طويلة يطلق عليه تجارة المناقلة أو الكاري تريد.

يؤثر الميزان التجاري الفرق بين الصادرات والواردات أيضاً على مستوى الطلب على العملة. عندما تزيد صادرات إحدى البلدان عن وارداتها فهذا يعني أن الميزان التجاري يميل لصالحها وهو ما يؤدي بالتبعية إلى زيادة الطلب على عملتها في سوق الفوركس.

من الوارد أيضاً أن تؤثر المضاربات في السوق التي يقوم بها كبار وصغار المضاربين على قيمة العملة من الناحية التاريخية تمتع كبار المستثمرين بالنفوذ الأكبر في تحريك أسعار الصرف مثل الشركات العملاقة والبنوك المركزية ولكن في الوقت الحالي بدأ متداولي الفوركس من الأفراد في التأثير بشكل أكبر على أسواق العملات مقارنة بما كان عليه الحال في الماضي. يستند المتداولون في قرارات المضاربة على العديد من العوامل تشمل من بينها التقارير الاقتصادية والأخبار.

وبالمثل يهرول المستثمرون عادةً لشراء العملات التي يرونها ملاذ آمن وهي الصفة التي استحوذت عليها لفترة طويلة عملات معينة مثل الدولار الأمريكي والفرنك السويسري والين الياباني على الجانب الآخر يهرول البائعون إلى بيع أي عملة يفقدون الثقة بها وفي كلا الحالتين تؤثر قراراتهم على قيمة العملات.

وعلينا أن نعلم أن تغيير أسعار الفائدة ليست هي الأداة الوحيدة التي تستخدمها البنوك المركزية في التدخل للتأثير على قيمة عملاتها بالشكل الذي يصب في صالح اقتصادها الوطني قد تلجأ البنوك المركزية إلى ما يطلق عليه برامج التسهيل الكمي وهي واحدة من الإجراءات التي تصنف كملاذ أخير لحل المشاكل الاقتصادية في حال فشلت سياسة خفض أسعار الفائدة في تحقيق التعافي المنشود.

تستهدف البنوك المركزية من التسهيل الكمي زيادة السيولة المتاحة للنظام المصرفي ولكن يؤدي الإفراط في ضخ الأموال ضمن برامج التسهيل الكمي إلى تراجع قيمة العملة المعنية وهو ما يؤدي عادةً إلى ابتعاد المستثمرون عنها أو على الأقل توخي الحذر.

كما لاحظت بالتأكيد هناك العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على أسعار الصرف في أسواق العملات الأجنبية يتطلب التداول باستخدام التحليل الأساسي إجراء قدر هائل من الأبحاث لفهم العوامل الاقتصادية المتشابكة ناهيك عن وجود خلاف كبير، حتى بين كبار الاقتصاديين، حول طبيعة وآليات عمل هذه المؤشرات الاقتصادية.

برغم ذلك يظل التداول باستخدام التحليل الأساسي أحد الاستراتيجيات المفضلة بين قطاع لا بأس به من متداولي الفوركس. وبغض النظر عن المسار الذي ستسلكه يجب دائماً إجراء اختبارات شاملة وقضاء فترة كافية في التداول التجريبي قبل الانتقال إلى المخاطرة بأموال حقيقية وفي كل الأحوال، تجنب تماماً الاعتماد على المضاربات المبنية على التكهنات غير المترابطة والتزم بطريقة واضحة تبني عليها جميع قراراتك أثناء التداول.
مع تمنياتي القلبية للجميع بالنجاح والتوفيق الدائم ولاتنسى الإعجاب والتقييم للموضوع وشكراً.