السلام عليكم أعضاء منتدى فوركس العرب الأعزاء

أصدقائي..،إن القول بوجود مجال استثماري -أيا كان نوعه- آمن تماماً وخالي من المخاطر لهو قول من وراء العقل ويتنافى مع أبسط قواعد المنطق، بناءً على ذلك لابد من الإقرار بأن مخاطر التداول عبر الانترنت أمر واقع لا يمكن إغفاله أو إنكار وجوده، لكن الأمر الإيجابي هو أن إدارة تلك المخاطر والتحكم بها أمر متاح ويسهل تحقيقه، فيما يلي أبرز تلك المخاطر وأفضل طرق إدارتها والتعامل معها بأمان وفعالية.

ما هي مخاطر التداول عبر الانترنت وكيف تتعامل معها؟
تتخذ مخاطر التداول عبر المنصات الرقمية عدة أشكال، يمكن تقسيمها من حيث النوع إلى ثلاثة فئات رئيسية وذلك على النحو الآتي:

•مخاطر مرتبطة بالتداول وتحركات السوق.
•المخاطر التقنية والتكنولوجية.
•مخاطر الاحتيال عبر الإنترنت.
والآن نأتي لشرح هذه المخاطر بشكل مفصل، من خلال خبراء موقع ثقة.

أولاً: أبرز المخاطر المرتبطة بالتداول وتحركات السوق
تمثل المخاطر المحتملة المرتبطة بآليات عقد صفقات التداول واتجاهات تحرك السوق النمط الأكثر خطورة وتأثيراً بين مخاطر التداول عبر الانترنت، فيما يلي أبرز مظاهرها والطرق الأكثر فعالية للتحوط تجاهها.

خسارة الأموال بقيمة أكبر من المودع في حسابك
تتمثل أبرز مخاطر التداول عبر الانترنت فيما يُطلق عليه "الرصيد السلبي"، ويُشار بهذا المصطلح إلى بلوغ الخسارة حد يفوق حجم المبالغ المودعة في حساب التداول الحقيقي الخاصة بك، يتحقق ذلك نتيجة التداول من خلال الرافعة المالية، حيث أن تلك الخاصية تُضاعف القيمة الشرائية لمبلغ الإيداع الأساسي لتمكين المتداول من فتح مراكز بأحجام أكبر، بناءً على ذلك مضاعفة الأرباح المحتملة من خلال الصفقات المُجراة ولكنها في الوقت ذاته تضاعف الخسائر أيضاً حال وقوعها.

يمكن إدارة هذا النوع من مخاطر التداول الرقمي بإحدى طريقتين وهما كالآتي:

•إيقاف الخسارة: يمكن للمتداول من البداية تفعيل خاصية "وقف الخسارة"، وهو عبارة عن أمر مُسبق يضمن إغلاق تداولاتك تلقائياً عند بلوغ الخسارة حد معين بما يضمن لك الحماية من التعرض للرصيد السلبي.

•تجنب الرافعة المالية: يتيح بعض الوسطاء خيار التداول بدون رافعة مالية، رغم أن ذلك الخيار يُحجم الأرباح المُحتملة نسبياً إلا أنه في ذات الوقت يحميك من المخاطر التي قد تنتج عن تحرك السوق في اتجاهات معاكسة للمتوقع.

الخسارة المفاجئة للأرباح المُحققة
تقوم آلية تداول الأصول المالية عبر الإنترنت بمختلف أنواعها مثل تداول العملات الرقمية أو تجارة الفوركس أو الأسهم وغيرها، على ركيزة أساسية واحدة فقط وهي جني الربح عبر الفروق الناتجة عن التحرك الدائم في أسعارها، إلا أن أحد مخاطر التداول عبر الانترنت -والتداول بشكل عام- هو أن هناك احتمال قائم على الدوام بحدوث تغير مفاجئ في اتجاهات السوق، الأمر الذي قد يتسبب في فقدان الأرباح التي تحققت فعلياً عبر الصفقات المفتوحة.

توجد مجموعة من الإجراءات الاحترازية أو التحوطات التي يمكن للمتداول اتخاذها لحماية الأرباح المحققة، التي يمكن إيجازها في النقاط التالية:

•متابعة تحركات السوق بصفة مستمرة.

•إجادة التعامل مع أدوات التحليل الأساسي والفني.

•تفعيل خاصية الجني التلقائي للأرباح والذي يقوم بإغلاق مراكزك عند وصولها حد معين.

•التفاوت بين التكاليف التقديرية والفعلية
يحدد كل متداول مستوى معين -أو سعر معين- عند تقديم الطلبات لتداول أصل مالي بعينه، لكن في بعض الحالات يقطع السوق شوطاً كبيراً وسريعاً من التحرك على نحو مفاجئ، أو ما يُسميه ذوي الخبرة في عالم التداول "حدوث فجوات". ينتج عن ذلك تفعيل الطلبات المقدمة منه بأسعار أعلى (سعر التنفيذ)، يترتب على ذلك وجود تفاوت بين السعر التقديري الذي توقعه المتداول بالأساس وبين السعر الفعلي الذي عُقدت الصفقة من خلاله، قد ينعكس ذلك في بعض الأحيان بشكل سلبي على قيمة وحجم الأرباح النهائية.

يمكن للمتداول إحكام الحماية من فروق أسعار التنفيذ بسهولة تامة، ذلك عن طريق تفعيل خاصية طلبات التوقف المضمونة التي توقف طلباتك عند حدوث فجوات غير مألوفة أو متوقعة باتجاهات السوق، تتيح شركات التداول الكبرى لعملائها القدرة على تعيين تلك التوقفات بصورة مجانية، بينما يتم تحصيل رسوم منخفضة مقابل الخدمة فقط في حالة استخدامها.

الإغلاق غير المتوقع للمراكز (فقدان الهامش)
يوصي أصحاب الخبرة في عالم التداول عبر الإنترنت بضرورة التنوع والتعدد في عقد الصفقات، حيث أن ذلك في حد ذاته يعد أحد سبل التحوط من مخاطر التداول عبر الانترنت وفي ذات الوقت يزيد من فرص إجراء تداولات ناجحة ومُربحة، لكن يجب الانتباه هنا إلى أن إبقاء التداولات مفتوحة يتطلب وجود حد أدنى من المبالغ المالية في حساب التداول الخاصة بك والذي يسمى "الهامش"، بناءً على ذلك فإن خسارتك للأموال قد يؤدي إلى إغلاق مراكزك مما يتسبب في تكبد المزيد من الخسائر.

تجنب الوقوع في تلك المشكلة لا يتطلب أي نوع من الإعدادات المسبقة إنما يتطلب فقط مزيد من الخبرة والفطنة، حيث على المتداول متابعة أرصدته الجارية خلال إجراء الصفقات ومراقبة تحركاتها صعوداً أو هبوطاً، بذلك فقط يمكنه إضافة مزيد من المبالغ إلى حسابه الخاص لتلبية متطلبات الهامش، ينصح في هذا الصدد بما يلي:

•التداول عبر منصات تسهل متابعة الأرصدة خلال التداولات.

•اختيار شركات التداول ذات متطلبات الهامش المنخفضة.

•الحرص على التوازن بين حجم الرصيد وعدد الصفقات المفتوحة.

ثانياً: المخاطر التقنية والتكنولوجية
يوجد نمط آخر من مخاطر التداول عبر الانترنت قد يتسبب في ضياع فرص الاستفادة من تحركات الأسعار، كما يعيق اتخاذ القرارات الصحيحة بالأوقات المناسبة، ذلك النمط يتعلق بالجوانب التقنية التي تقوم عليها عملية التداول من الألف إلى الياء، لذا يوصي أصحاب الخبرة بضرورة الالتزام بما يلي عند الدخول إلى هذا المجال:

•امتلاك خطوط إنترنت جيدة لتفادي انقطاع الخدمة أو فقدان الاتصال أثناء التداول.

•الاعتماد على شبكات إنترنت مؤمنة وتجنب استعمال الشبكات العامة أو المشتركة.

•التداول عبر منصات رقمية تحظى بشهرة عالمية وجدير بالثقة مثل منصة MT4.

يجدر التنويه هنا إلى أن اختيار شركات التداول الداعمة للمنصات الرقمية المميزة -مثل منصات MT4 أو منصة MT5- أمر في غاية الأهمية، نظراً لأن تلك المنصات تضمن لك تنفيذ الأوامر بأقصى سرعة -خلال جزء من الثانية- مما يضمن لك الاستفادة القصوى من أي تغير إيجابي مفاجئ في تحركات السوق، كما في ذات الوقت يقيك من المخاطر التي قد تنتج عن تحركه باتجاه مُعاكس.

ثالثاً: مخاطر الاحتيال عبر الإنترنت
انتشار وشيوع التداول عبر الإنترنت صاحبه بطبيعة الحال تزايد كبير في أعداد مزودي الخدمة أي شركات التداول، بكل تأكيد ليست كل هذه الشركات على ذات القدر من جودة الخدمات أو مستوى الشفافية، مما يضيف عنصر آخر إلى مخاطر التداول عبر الانترنت وهو السقوط في فخ شركات التداول النصابة أو التعرض لعملية احتيال.

يمكن تفادي هذا النمط من المخاطر بسهولة عن طريق اختيار شركات التداول الموثوقة من البداية، يمكن الاستفادة في هذا الصدد من تقييم شركات التداول المقدم من موقع ثقة، كما يوصى بضرورة فحص اعتمادات الشركات المختارة والتأكد -بشكل مُسبق- من أنها حاصلة على ترخيص واحد أو أكثر من تراخيص الهيئات الرقابية من الفئة الأولى وأبرزها:

•ترخيص هيئة توجيه أسواق المال (MiFID).

•ترخيص لجنة الأوراق المالية والبورصات في قبرص (CySEC).

•ترخيص لجنة السلوك المالي بالمملكة المتحدة (FCA).

•ترخيص الهيئة العامة للرقابة على الأسواق في سويسرا (FINMA).

•ترخيص هيئة دبي للخدمات المالية (DFSA).

•ترخيص هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الاسترالية (ASIC)

أبرز أساليب التحوط تجاه مخاطر التداول عبر الانترنت
إيجازاً لما ورد بالفقرات السابقة يمكن إيجاز طرق التحوط ضد مخاطر التداول في مجموعة بسيطة من النقاط، يتمثل أبرزها فيما يلي:

•تفعيل خاصية الحماية ضد التحركات السلبية.

•المراقبة الدائمة والمستمرة لتحركات السوق.

•إجادة قراءة الرسوم البيانية واستخدام أدوات التحليل.

•متابعة الأرباح والخسائر (رصيد الحساب على المنصة).

•تفعيل خاصية الإغلاق التلقائي للمراكز عند الربح والخسارة.

مقومات الحماية والأمان من مخاطر التداول عبر الانترنت
يبدأ التحوط ضد مخاطر التداول عبر الانترنت وإدارتها بطريقة آمنة في وقت مبكر يسبق حتى بدء التداول الفعلي، حيث أن ذلك يتم منذ المفاضلة بين شركات التداول المتاحة، ذلك من خلال التأكد من إتاحتها لوسائل وخدمات الدعم التي تعين المتداول على اتخاذ تلك التدابير ضد المخاطر المحتملة وأبرزها ما يلي:

•تعرف على حجم متطلبات الهامش.

•اختر الوسيط الذي يعتمد منصة رقمية فعالة ومتطورة.

•التعرف على وسائل التحليل المتاحة عبر الوسيط ومدى فعاليتها.

•مدى توافر خدمات التنبيه الفوري أثناء التداول.

•إتاحة الرسوم البيانية الدقيقة والمتغيرة لمتابعة السوق.

•قيمة الرسوم المفروضة على المزايا الخدمات الخاصة المقدمة من الوسيط.

هل التداول عبر الإنترنت معقد؟
يبتعد التداول عبر الإنترنت ابتعاداً تاماً وكلياً عن التعقيد ولكنه في ذات الوقت لا يعتمد على المصادفات وضربات الحظ كالصورة التي يتصورها البعض، إنما تتم إدارة التداولات ومخاطرها بالاعتماد على أسس معلوماتية متمثلة في قراءة الرسوم البيانية ونتائج أدوات التحليل المختلفة التي يمكن من خلالها التعرف على اتجاهات السوق ومستقبل تحركات السعر الخاصة بأصل مالي بعينه.

كيف يتم فحص تراخيص شركات التداول؟
يعد التساؤل حول طرق فحص تراخيص شركات التداول أحد الأسئلة الأكثر شيوعاً، ذلك لتفادي مخاطر التداول عبر الانترنت -المُتمثلة في محاولات الاحتيال- وضمان خوض تجربة استثمارية أكثر شفافية وتميزاً، يمكن التأكد من سلامة التراخيص بأكثر من وسيلة وهي كالآتي:

•التأكد من إرفاق الوسيط نسخة من وثيقة الترخيص وألا يكتفي فقط بالإشارة إليه.
يمكن التواصل مع خدمة عملاء شركة التداول لسؤالها حول كافة التفاصيل الخاصة بالوضع القانوني للشركة.

•مراجعة الهيئة الرقابية نفسها والاستفسار عن الوضع التنظيمي لأي من شركات التداول وتلك هي الوسيلة الأفضل.


يصعب الإقرار بأمر مثل هذا فكافة أنماط التداول وكذلك مختلف الأدوات المالية تنطوي على نسبة من المجازفة، هذا -كما أشرنا سابقاً- أمر طبيعي بأي مجال استثماري، بناءً على هذا فإن أسئلة مثل أيهما أفضل الاستثمار في الذهب أو الأسهم أو هل العملات الرقمية أفضل من السلع، جميعها أسئلة يصعب إيجاد إجابات حاسمة وقاطعة عليها.

توجد مجموعة من السمات والخصائص التي تميز كل أصل مالي وكذا كل آلية تداول وكذا لكل منها ما يعيبه، لذا فالأمر يُترك لتفضيل المتداول نفسه تبعاً لمستوى خبرته ومدى إلمامه بمجريات الأمور داخل الأسواق المالية، فضلاً عن تحليل اتجاهات السوق وتوقعاته بشأن تحركاتها المستقبلية.

مع تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح جميعا