بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً وقبل أي شيئ تحياتي لكل عضو قرر الاطلاع على هذا الموضوع وهذا القرار قطرة من نبع الرغبة في التطور وتحسين أسلوبك في التداول وتنمية استثمارك بالسوق وقبله بذاتك وشخصيتك وهو أمر يستحق الاحترام والتحية

في هذا الموضوع أحاول انا أوصل ليك بعض ما أعجبني في قرآتي الأولى لفهم هذا السوق الذي أغرق الانترنت دعايات وحملات اعلانية استهدفت العرب المتعاملين بأسواق المال والبورصات والمهتمين بالاقتصاد والمال في بداية الألفينات ثم بدأت في استهداف الجميع في نهاية العقد الأول من ثورة الانترنت والاتصال في مجتمعاتنا العربية .

في البداية يجب أن نتفق أن أي إنسان لا يلام على رغبته في جمع ثروة أو كسب رزق ، ولا يلام أيضا على كونه طموحاً بأي شكل وعلى أي مستوى طالما لا يؤذي غيره ولا يشيع الفساد في الأرض قاصداً ؛ فمن الطبيعي إذا أن نستجيب لدعايا تظهر على الشريط الجانبي للبريد الاليكتروني لتحقيق احدهم ربح تخطى الستة آلاف دولار من استثمار رأس ماله ستمائة دولار أمريكي فقط .

فإن نجح وربح هنيئا له وان خسر رأس المال يلام على طمعه وجشعه وان هذه دعايا مضلله ولا يجب الالتفات لها ولا يلتفت لها الا السذج كلها عبارات لوم غير صحيحة . اللوم يكون على المغامرة بجهل دخول السوق بوعوزد من مدير مالي انه سوف تصبح ثريا ويكن معك ملايين فقط ان تركتني ادير لك هذا الحساب بنسبة من الارباح ؛ لكن سيدي الفاضل هذا أيضا لا تلام عليه الا أن يكون لك رؤيتك ورأيك الذي يرتكز عليه قرارك في النهاية والبداية .

وعلى هذا الاساس يجب ان تدرك من البداية ان قرارك بالتجارة الاليكترونية هذه أو غيرها يتطلب منك ان تقم بتوسيع مداركك وتنويع مدخلات تحصيل ثقافتك دراسة أي سوق قبل الاستثمار به أساسية فمثلا و إن قررت الإستثمار في صناعة أو سوق مثلا مثل الملابس أو المفروشات فيجب أولا ان ترى حاجة السوق وحجم التجار المشاركين به لتقرر الى أي فئة ستنتمى وفقاً لحجم رأس مالك و إلى أي مدى ستحتمل المنافسة ودراسة طبيعة المنافسة وهل هي مناسبة ويمكن ان تجاريها أم لا وهل تستحق المخاطرة أم لا بالنظر الى ما يمكن تحقيقه من أرباح . هذا في سوق طبيعي قد تحقق نسبة نمو 100% بعد سنوات من الدخول بها أصلا ! فما بالك بسوق سريعة وذات سيولة عالية تفتك بقليلي الخبرة والمقامرين بأسرع ما يمكن أن يكن ؟!

من ضمن ما غير لي تفكيري عن الأسواق المالية عموما هو أن هناك من حققوا مكاسب ضخمة للغاية بنسب مضاعفة 500% في سنوات من العمل والثبات مع عامل مهم جدا وهو " العلم " أشخاص خبراء في الاقتصاد وفي مجال الاعمال والأدارة مع تنويع الاستثمار في أكثر من سوق وأ:ثر من قطاع بذات الوقت ولكن بمبالغ صغيرة جدا .
ولكن الأكثر فاعلية وتأثيرا على تفكيري كان هؤلاء الاشخاص الذين تغيروا كليا بمجرد محاولتهم الحصول على رزقهم من المضاربة في الاسواق المالية وتوجههم للتعليم الذاتي والقراءة والتثقيف الذاتي ليرتقوا بمستواهم الفكري وليواكبوا السوق وتصبح لهم رؤيتهم الصائبة في ما سيحدث وفقا للعلوم الاقتصادية والسياسية والنفسية التي تحكم سوق المال في العالم كله

وكيف انهم تحولوا من أشخاص لا تحب القراءة لأشخاص تقرأ في الفلسفة والسياسة والايدولوجيات السياسية المختلفة والاقتصاد وعلم النفس والاجتماع أيضاً.فما بالك بشخص يقرأ بنهم أصلا فما منه الا ان ينوع فقط مجالات القراءة ويستمر عليها محاربا الملل ويجعل تلك المجالات هي مجالات اهتمامه في البداية يكون الموضوع صعبا للغاية ولكن مع الوقت يصبح شيئاً مبهر مع تقدم مستويات فهمك لهذا العالم مع الاصرار على التعلم !

القراءة في مجالات تطوير الذات وبناء العادات والاصرار على التعلم والمضي قدما نحو تطوير النفس في كل مجال وفعل يساعد على الصبر واتحمل مشقات التعلم والتجربة وتقوية الارادة والتحكم في التوتر والمشاعر السلبية وكلها أشياء ستحتاج لها عندما تتداول في سوق حي مثل سوق الفوركس أو الأسهم . وعالمياً يعتبر الاستثمار في المورد البشري وتطويره هو أعظم الاستثمارات على الإطلاق فهنيئاً لك إن قرأت هذا قبل 18 عام من عمرك وان كنت تخطيت ال 30 فلا وقت للندم ولا مانع من اللحاق بقافلة التطوير والتقدم فلا تضيع الفرصة أبدا .!

قد يستصعب البعض طريق التعلم أو الاجراءات التي يمكن أن تتخذها في سبيل تطوير ذاتك وتنمية معارفك بدعوى أن هناك عمل قد يتعدى ال8 ساعات يوميا فلا وقت للدراسة أو القراءة أصلاً ولكني أحب أن أشاركك ما قمت به من فترة طويلة وكنت أعمل قرابة ال12 ساعة يوميا فقررت تخصيص ساعتين إضافيتين واعتبارهم ساعات عمل إضافية في بداية اليوم ونهايته في بداية الأمر كانت الساعة مع انتهاء اليوم ليست ساعة كاملة فكنت أنام قبل أن تنتهي الساعة وكنت أقضيها مع كتاب مسموع وأنا أنهي الأعمال المنزلية والمتبقي منها وأنا أحاول النوم .. ثم استبدلت الكتاب الصوتي او المسموع بدلا من الموسيقى المصاحبة لساعة المشي او الجوجنج في الصباح ! واستبدلت ساعة مشاهدة التلفاز في المساء بكتاب ورقي وكل فترات السفر المواصلات كان يصاحبني الكتب الإليكترونية أو كتب خفيفة لا تتعدى ال 400 صفحة مثلاً وفي فترة حظر جائحة فيروس كرونا استبدلت أوقات كثيرة بالدراسة و القراءة والكتب المسموعة

هي بعض أفكار ولكن يمكن الاستفادة منها وتوفيقها حسب نمط حياتك لساعة دراسة وساعة قراءة .. أفضل أوقات الاستيعاب والاستذكار في فترة ما بعد الفجر الى شروق الشمس في هذا الجو الهادئ يمكنك الاستذكار والدراسة والتركيز ولن يضيرك شيئ إن قمت بالاستيقاظ ساعة أبكر من المعتاد ! كل ما تحتاج اليه هو ان تبدأ المحاولة وتستمر عليها فقط ل لشهر ونصف 45 يوم وستصبح عادة و سترغب في تنميتها لما ستلحظه من أثر على حياتك ونتيجة تداولاتك ومعاملاتك كلها في العموم والمالية في الخصوص فقط انتقي ما يمكنه ان يساعدك على ذلك واقراء قدرما استطعت وارتق بمعارفك ومستوى استيعابك لكل شيئ





تحياتي لكم / جــــهاد أنــــور