بعد مرور أسبوعين من غزو روسيا إلى أوكرانيا ارتفعت أسعار المنتجات الزراعية الرئيسية التي يتم انتاجها في المنطقة بشكل كبير جدا .والمشكلة الأكبر تتمثل في القمح حيث يعد من المؤن الأساسية للغذاء حول العالم.و تشكل الامدادات من روسيا وأوكرانيا ما يقارب من 30 في المائة من تجارة القمح العالمية وتعتبر الآن معرضة للخطر حيث سجلت أسعار القمح العالمية أعلى مستوياتها على الإطلاق في وقت سابق من الأسبوع الماضي نتيجة اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية.

وهناك مشكلة أخرى رئيسية تتمثل في الوصول إلى الأسمدة، فمن الضروري للمزارعين تحقيق أهدافهم الإنتاجية للمحاصيل ولكن للأسف قد أصبحت الأسمدة أكثر تكلفة من اي وقت مضى، حيث توقفت الصادرات من روسيا كما انخفض الإنتاج في أوروبا بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والذي يعتبر مكون رئيسي في الأسمدة القائمة على النيتروجين مثل اليوريا.

لا يخفى على أحد أن هذا الوضع يدق أجراس الانذار لخبراء الصحة العالمية نظرا لارتفاع أسعار الذره وفول الصويا والزيوت النباتية. بالاضافة بالطبع الى الأسعار الجنونية التي وصل اليها القمح الآن .وقد أفادت وكالة بلومبرج للأنباء في وقت سابق أن ارتفاع أسعار القمح وصل إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008.
ويسود العالم الآن حالة من المخاوف المتصاعدة من حدوث نقص عالمي في الإمدادات الغذائية، حيث تتسبب التدخل الروسي في أوكرانيا في منع مدينة كييف من تسليم أكثر من 25 في المائة من صادرات المحصول. كما اوضحت بلومبيرج أن أسعار القمح في طريقها لتسجيل ارتفاع قياسي بنسبة 40 في المائة. كما توقفت تجارة القمح مع روسيا إلى حد كبير مما سيترتب عليه مواجهة المشترون صعوبة في التغلب على العقبات الغربية المعقدة التي فرضها الغرب على روسيا .كما اشارت بلومبرج إلى أن الصين، والتي تعتبر أكبر مستورد في العالم للذرة وفول الصويا والقمح تتجه إلى تأمين امداداتها الاساسية مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل جنوني.

وبالطبع كنتيجة طبيعية مترتبة على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وقع توقف لزراعة محصول القمح في إحدى أكثر مناطق الزراعة أهميه حول العالم وهي أوكرانيا وكذلك روسيا حيث أنهما معا ينتجان ما يزيد عن ربع التجارة العالمية من غذاء القمح الأساسي للخبز وصولا إلى البسكويت والمكرونة. كما اغلقت الحرب الموانئ الكبرى في أوكرانيا وقطع خطوط الامدادات والنقل. كما اختنقت التجارة مع روسيا نتيجة صعوبة التعامل مع العقوبات وزيادة تكاليف التأمين والشحن .وتوجد مشكله اخرى كبيرة مرتبطة بالامدادات ، وهي أن المزارعين الأوكرانيين يجدون صعوبة في العمل في الحقول حيث أنهم انضموا إلى الجيش قبيل أسابيع فقط على بدء موسم الزراعة في فصل الربيع القادم.و كما نعلم جميعا فإن القطاع الزراعي في أوكرانيا بدءا من الحقول وصولا لمعامل المعالجة والموانئ يعد قطاعا جوهريا وأساسيا بالنسبة لدولة أوكرانيا والدليل على ذلك أن علم دولة أوكرانيا يمثل سماء زرقاء تغطي حقولا ذهبية.
وربما سيواجه العالم بأكمله في الفترة المقبلة أزمة غذائية نتيجة الأسعار المتذبذبة للغلال الغذائية وعلى رأسها القمح.