ينتظر المتداولون بشغف قرارات مجلس البنك المركزي الأوروبي مع اقتراب ارتفاع الاسعار وقالت كريستين لاجارد أن البنك المركزي الأوروبي سينشر أدوات جديدة إذا لزم الأمر ...
ما يمكن أن تلاحظه في الايام الفائته أن الأسواق غير مقتنعة بأن البنك المركزي الأوروبي يمكنه رفع أسعار الفائدة والحفاظ على عائدات السندات لأعضاء منطقة اليورو الأكثر مديونية في نفس الوقت وشهدت إيطاليا وهي إحدى الدول الأكثر عرضة لارتفاع تكاليف الاقتراض وديونها لأجل عشرة سنوات بعد أكبر انخفاض منذ الوباء حيث وضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستينا لاجارد خططاً يوم الخميس لرفع سعر الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عقد
في هذه الأثناء اقترب الفارق على السندات الألمانية نحو المستويات التي دفعت البنك المركزي الأوروبي مؤخرا إلى البدء في شراء الديون السيادية في محاولة لتحقيق الاستقرار في كتلة العملة حيث اجتاحت جائحة كوفيد 19 القارة الأوروبية في مارس 2020
يشعر المستثمرون بالقلق إزاء الافتقار إلى خطة ذات مصداقية لمعالجة ما يسمى بالتشرذم _قفزات غير مبررة في تكاليف الاقتراض لبلدان منطقة اليورو الأضعف مقارنة بالبلدان الأقوى اقتصاديا
يقول البعض إن الأداه الجديدة فقط المنفصلة عن برامج شراء السندات السابقة يمكن أن تحوي على فروق الأسعار
قال نيكولاس فورست رئيس الدخل الثابت العالمي في كاندريام مدير الأصول تحت إشراف 180 مليار دولار : هذه لحظة كل ما يتطلبه الأمر بالنسبة إلى لاجارد
وكان يشير لخطاب رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي الذي تعهد بضمان سلامة منطقة اليورو بأي ثمن مع اندلاع ازمة الديون السياديةفي عام 2012
فورست حذر بشكل خاص بشأن الديون الإيطالية والإسبانية بالنظر إلى التقلبات واحتمال زيادة إصدار السندات من تلك البلدان وقال :"سيحتاج المركزي الأوروبي إلى تجنب أخطاء السياسة
تواجه البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم عملية توازن غير مستقرة لأنها تسعى إلى مكافحة ارتفاع الأسعار دون تعطل النشاط التجاري . لكن الوضع في منطقة اليورو فريد من نوعه حيث يضم 19 اقتصادا متباينا لا تتماشى سياستها المالية الخوف هو أنه بدون خطة فإن التوسع المفرط في فروق الأسعار يمكن أن يحول البنك المركزي الأوروبي عن مهمته لمكافحة التضخم مما يجبره على وقف دوره في رفع أسعار الفائدة
ماتم تخصيصه حتى الآن لمعالجة التجزئة و إعادة الاستثمار من الديون المستحقة المتراكمة في إطار برنامج شراء الأصول الوبائي للبنك المركزي الأوروبي يعتبر على نطاق واسع غير كاف
لا تزال برامج مثل المعاملات النقدية الصريحة التي أنشأها دراجي خلال الأزمة الأخيرة موجودة ولكن يُنظر إليها على أنها غير مرنة بحيث لا تكون مناسبة الآن
آلة جديدة قيد العمل كما ذكرت لأول مرة من قبل صحيفة بلومبرج في أبريل لكن التفاصيل لاتزال شحيحة . يعتقد بعض الاستراتيجيين أن فروق الأسعار التي تصل لحوالي 250 نقطة أساس قد تدفع البنك المركزي الأوروبي إلى التدخل حتى لو كان ذلك فقط عن طريق الكشف عن الأداة
نحن لسنا في تلك المستويات بعد .. يبلغ فارق عائد السندات الإيطالية الألمانية 225 نقطة أساس بعيداًعن فجوة 500 نقطة أساس التي شوهدت في أسوأ أيام أزمة الديون السيادية في أوروبا
لكن حالة عدم اليقين تضعف اليورو مما أدى إلى محو المكاسب بعد أن قدمت لاجارد طمأنة غامضة فقط بأنه إذا لزم الأمر في المستقبل يمكننا تصميم ونشر الأداة المناسبة
ومن الواضح ما إذا كان المجلس يوافق على الحاجة إلى إنشاء أداة جديدة ويرى أن الأسواق تختبر فروق الأسعار الطرفية بشكل أكبر من الواضح أنه لا يوجد اتفاق
السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو متى يعتبر صانعو السياسة أن تحركات السوق مدفوعة بالمضاربين بدلاً من الأساسيات ؟ ومع ذلك قد يكون التدخل لا مفر منه وقال سعيد جيدر مؤسس صندوق التحوط Haidar Capital Management بأن الأعضاء الأكثر تشدداً في البنك المركزي الأوروبي لا يريدون مناقشة الدعم لأنهم يريدون الضغط على إيطاليا لكبح ديونها 10% في أبريل لكن إيطاليا أكبر من أن تفشل
ويرى أن البنك المركزي الأوروبي من المحتمل أن يأتي بمسند أو يواجه الاضطرار إلى تعليق دورة زيادات أسعار الفائدة لحماية عضوية إيطاليا في منطقة اليورو وقال إن ذلك من شأنه أن يسمح للمسؤولين ربما برفع أسعار الفائدة إلى 2 % بحلول نهاية عام 2023 من 0.5% الآن .
ومع ذلك يقر المستثمرون بأن اتصالات ومصداقة البنك المركزي الأوروبي لا تقل عن أهمية الأداة التي يبتكرها . سيبحثون أدلة على الخطط المستقبلية عندما يتحدث نائب الرئيس لويس دي جويندوس وعضو المجلس التنفيذي إيزابيل شنابل ولا غارد نفسها الأسبوع المقبل .
قال حيدر : " عندما فعل دراجي كل ما يتطلبه الأمر عندما تدخل البنك المركزي الأوروبي أخيرا ودعم الأطراف لم يشتروا في الواقع سندا واحداً بموجب البرنامج الذي أعلنوا عنه لكنها نجحت لقد كانت بمثابة خدعة سحرية
الاسبوع المقبل :
- ينتظر المتداولون نتائج سياسة بنك إنجلترا يوم الخميس والتي تأتي بعد قرار سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في اليوم السابق
- قد تقدم قائمة كبيرة جدا من الخطابات المجدولة منم قبل صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي بما في ذلك عضو مجلس الإدارة روبرت هولزمان ونائب رئيس البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل وتقدم أدلة للمستثمرين حول الوتيرة القادمة لتشديد السياسة النقدية
- من المتوقع أن تجمع مبيعات السندات من ألمانيا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا وهولندا وفنلندا ما يصل إلى 35 مليار يورو (36.8 مليار دولار )