باسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد يسعدني ويشرفني اخوتي الكرام أن أقدم لكم هذا الموضوع البسيط والمتواضع جدا، متمنيا من صميم قلبي أن ينفعنا جميعا خلال تداولاتنا في سوق الفوركس، وهو تحت عنوان:
تعريف مبسط لاستراتيجية التداول وبعض أنواعها المختلفة.
عندما يتعلق الأمر بتداول الأسهم والعملات وغير ذلك، كن أكيدا أنك لن تجد لحدسك أو إحساسك خبرة في هذا الأمر ولا يجب أبدا أن تركن لهذا، بل ينبغي لك أن تتعلم وترتكز على استراتيجيات التداول المختلفة، وأن تختبرها بنفسك مرات ومرات حتى تتمكن من التداول كمحترف.
كيف تستخدم استراتيجيات تداول الأسهم أو الفوركس ؟
يتقن المتداولون الخبراء فن القيام بتحليلات فنية موسعة، وذلك راجع ربما لكونهم لديهم المعرفة العملية باستراتيجيات مختلفة للتداول، لكنهم عادةً ما يستقرون على القليل من الاستراتيجيات التي حققت لهم نجاحًا مستمرً، بل إن منهم من يستخدم استراتيجية واحدة فقط يكون قد أتقنها وتعلم أسرارها أو طورها.
وعليه ينبغي لنا أن نتعامل جميعنا مع التداول بنفس هذه الطريقة؛ فوجود قواعد راسخة تحكم دخولنا الصفقات وخروجنا منها يقينا اتخاذ قرارات عاطفية والتي تجلب أفدح الخسائر، إذ إن التداول لم يكن مطلقًا لعبة بل إنه مجال يسوده الانضباط وضبط المشاعر واليقين والعلم والتعلم المستمر واتباع الاستراتيجيات في التداول.
أحسن وسيلة لاختبار الاستراتيجيات هي وضعها موضع اختبار في بيئة خالية من المخاطر (حساب ديمو)
سوف تصادف مستويات متفاوتة من النجاح عندما تشرع في تطبيق أي استراتيجية جديدة؛ فإذا خصصت أمولاً حقيقية للتداول باستخدام استراتيجية غير مُختَبَرَة، فإنك قد تتكبد خسائر قد تكون فادحة بل قد تذهب بكل أموالك لا قدر الله؛ ولهذا، فإن أفضل منهج لاختبار الاستراتيجيات هو اختبارها في بيئة تجريبية.
وربما يخلو التداول باستخدام حسابٍ تجريبي من تقلبات المشاعر (الخوف، الحسرة ...) التي تصاحب خسارة أموال حقيقية وربحها، لكن تظل هذه الوسيلة هي الأنجع في الوقوف على نجاح الاستراتيجيات في ظل سيناريو واقعي.
كما أن بعض الاستراتيجيات معقدة وتحتاج الكثير من المِران، من هنا تأتي مزية أخرى للتداول في بيئة تجريبية، وهي إمكانية الاطلاع على الحركات التاريخية للسوق، وتطبيق الاستراتيجية ومشاهدة ما كانت ستكون عليه النتائج.
أنواع صفقات تداول الفوركس وأساليبه المختلفة:
لتداول اليومي:
التداول اليومي عبارة عن إبرام صفقات تداول قصيرة الأجل لنفس اليوم، وعادة ما تستمر المراكز المفتوحة وفقًا لهذا الأسلوب بضع ساعات، ولا تترك مفتوحة إلى اليوم التالي. ينطوي المنطق وراء التداول اليومي على الاستفادة من الأسواق المتقلبة التي تتغير فيها الأسعار باستمرار.
في ظل هذا الأسلوب، سوف يوضع انتباهنا وتركيزنا على المحك، فهذا الأسلوب الشديد الكثافة يتطلب منا متابعة مستمرة للسوق، وتبرز أهمية اتخاذ القرارات السريعة، مثل إقفال أحد المراكز المفتوحة أو الإبقاء عليه.
تداول المضاربة (سكالبينج)
ربما تُصنَّف المضاربة أو ما يعرف ب: Scalping كنوعٍ من أنواع التداول اليومي، لكن في هذا الأسلوب، تقل المدة الزمنية للمركز إلى أقل من خمس دقائق، وهو ما يعني أنَّ ما سوف تتابعه هو الرسم البياني بإطار دقيقة واحدة أو خمس دقائق، ويبلغ متوسط زمن الاحتفاظ بالمراكز في ظل هذا الأسلوب بضع دقائق أو حتى ثوانٍ.
ويفضل المضاربون حركات السوق القوية، إذ تنخفض معها المخاطرة، وينطوي هذا الأسلوب على مراقبة السوق طوال اليوم. إذا اخترتَ هذه الاستراتيجية، فينبغي لك تقليص حجم الصفقات العالية المخاطر إلى أدنى حد، حيث إن الأرباح الكبيرة لا تتحقق إلا من خلال الكثير من الأوامر الصغيرة الرابحة، وتستطيع خسارة واحدة أن تأتي على كل ما حققته.
تداول المركز
إذا كنتَ من متداولي المراكز، فأنت لا تتبنى منهج مراكز الأجل القصير مثل المضاربين، بل تأخذ في الاعتبار حركات السعر التي تتكون على مدى أيام؛ ومن ثم، لا تتطلب هذه الاستراتيجية متابعة الأسواق طوال اليوم.
في ظل تداول المركز، فإنك تتوقع من الأسعار أن تأخذ اتجاهًا صعوديًا قويًا. يحتاج متداولو المراكز إلى المثابرة والمرونة للتأقلم مع الانخفاضات الطفيفة. لا يُعَد التحليل الأساسي الشامل كافيًا في ظل هذا الأسلوب، بل ينبغي للمتداول أن يستخدم أيضًا أساليب التحليل الفني.
التداول المتأرجح
لا يُعَد التداول المتأرجح من استراتيجيات التداول القصيرة الأجل، لكنه مع ذلك يشترك مع تداول المركز والتداول اليومي في عدد من أوجه الشبه؛ فهو ملائم للأسواق المتقلبة أكثر من تداول المراكز، ويقال عنه إنه "وسيط"، فلا تحتاج معه -في واقع الأمر- اتجاهًا صعوديًا قويًا حتى تجد مزية محتملة.
مع التداول المتأرجح، يزيد الاهتمام بالبحث عن تأرجح قوي للسعر خلال مدة زمنية من يومٍ واحد وحتى بضعة أيام. يتعين على المتداول المتأرجح أن يترك مراكزه مفتوحة إلى اليوم التالي، لكن ينبغي له الانتباه إلى أي أحداث غير متوقعة مثل الأخبار المهمة.
انتظروني في موضوعي التالي إن شاء الله، الذي سأشرح فيه شرحا مبسطا ومفصلا بعض أشهر الاستراتيجيات التي يستخدمها بعض أمهر المضاربين.
وفي الأخير لا تبخلوا علي باللايك (Like) إذا أعجبكم الموضوع، وبالنصائح إذا لم يعجبكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته