مع قيام روسيا بإيقاف تشغيل الغاز وتفعيل ألمانيا خطط الطوارئ يجب أن يصبح الاوروبيون كالنمل لتجنب نهاية المطاف بالجنادب

Attachment 99096Attachment 99096



كان من المفترض أن تكون الخطوة التالية في الصراع بين الغرب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي المقاطعة الأوروبية للفحم والنفط والغز الطبيعي الروسي .. قد يكون ذلك بدلاً من ذلك حظراً للغاز من قبل بوتين على أوروبا
الآن يجب على دولا الاتحاد الأوروبي أن تقبل بما أنكره بعضها -لاسيما ألمانيا والنمسا لسنوات-أنه في نظر بوتين كل شيء هو سلاح حرب وهذا يشمل القمح والمعلومات المضللة والطاقة
على مدى عقود بذل بوتن قصارى جهده لجعل الدول الأوروبية تعتمد قدر الأمكان على الهيدروكربونات السيبيرية لخلق نقاط ضعف في الغرب .. هو الآن يستخدم نقاط الضعف هذه منذ أبريل أوقف الكرملين تدفق الغاز الطبيعي الروسي إلى قائمة كانت تتزايد من دول الاتحاد الأوروبي التي يعتبرها بوتن معادية (هي كده فعلا) أولاً بولندا وبلغاريا ثم فنلندا وهولندا والدنمارك (يستاهلوا ..برافو عليه )
ويقوم الآن بخنق الغاز المتدفق عبر نورد ستريم (تسلم إيدك يا سيد المعلمين ) وهو خط أنابيب يربط روسيا بألمانيا كما تتأثر البلدان المتقية للمصب مثل إيطاليا
تحذر وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس من أن بوتن قد يغلق صنبور الغاز بالكامل في غضون أشهر (المفروض ما يأثرش معاكم في حاجة مش بايدن هو اللي قال مش هيبقى فيه نورد ستريم ... يلا بالشفا)

من المحتمل أن يفعل ذلك فقط لأنه يستطيع ذلك (وكمان أنا موافقة وبوتين يعمل اللي هو عاوزه ) .. في الأيام المائة الأولى من الحرب جنت روسيا أكثر من أي وقت مضى من بيع الوقود الأحفوري والعقوبات كانت من أحد الأسباب التي جعلت الدول الغير غربية مثل الصين والهند تتدخل لصالح الاتحاد الأوروبي كمشترين والسبب الآخر هو أن أسعار الطاقة المرتفعة تقوم بتعويض الكميات المنخفضة في أوروبا

كان بوتين يلقي باللوم على المشترين لعدم الدفع بالروبل على سبيل المثال -على الرغم من أن ذلك غير منصوص عليه في العقود- أو لوم المشاكل الفنيه التي قال أن الانقطاعات في نورد ستريم تتعلق بمكونات مفقودة (جدع)

وقد أطلق رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي على هذه الأعذار الروسية أكاذيب هدف بوتين واضح (معلش حالة نفسية انت اللي كذاب يا ماريو وكلنا عارفين )
هو جعل دول مثل ألمانيا تستنفد صهاريج التخزين الخاصة بها بحيث يتم ملؤها جزئياً فقط عندما يصل موسم البرد في الخريف والشتاء .. يحب بوتن ارتفاع أسعار الطاقة الذي يسببه هذا النقص والذي يضر بالمستهلكين الغربيين ويسبب توترا اجتماعيا وقد يختبر عزم الاتحاد الأوروبي ( شيكا بيكا خد طاقتك من أمريكا!)

سيكون سعيدا بشكل خاص إذا أجبر حصاره على الطاقة أجزاء من القطاع الصناعي الأوروبي على الإغلاق ((واحنا وجدو وناهد وكلنا هنكون سعداء))
لقد حذرت العديد من الشركات الصناعية الألمانية في قطاعات من الكيماويات إلى الفولاذ والزجاج من أنها قد تضطر إلى الحد من الانتاج إذا أصبحت الطاقة أكثر غلاءً أو ندرة

وقد قامت النمسا وهولندا والسويد والدنمارك بتفعيل خطط الطوارئ بالفعل ...صعدت ألمانيا المرحلة الأولى من ثلاث مراحل 1-الانذار المبكر .. 2- الإنذار ..3-الطوارئ

تسيطر الحكومة سيطرة كاملة على تخصيص الغاز الطبيعي في البلاد وتتجه ألمانيا وأجزاء من أوروبا نحو تقنين ((
اقتصاد الحرب))

اضطرت النمسا بالفعل إلى إعادة تشغيل محطة طاقة متوقفة تعمل بالفحم كما شغلت ألمانيا مولدات الفحم الخاصة بها .. وهذا مرير بالنسبة لبلدان كانت تخطط للخروج من طاقة الفحم إلى الطاقات النظيفة وهو أمر يذبح الحزب الأخضر خاصة الذين يديرون وزارة الطاقة والتجارة المشتركة وعليهم اتخاذ منعطف هذه السياسة

مأزق ألمانيا هو رد فعل سلبي على أخطاء السياسة المتراكمة على مدى عقود ولم يقتصر الأمر على قيام الحكومات المتعاقبة بما في ذلك جميع الأحزاب الرئيسية الأربعة في أوقات مختلفة بجعل نفسها تعتمد بسذاجة على خطوط الأنابيب الروسية كما خرجوا على عجل من توليد الطاقة النووية ومن المقرر إيقاف تشغيل المحطات الثلاثة الأخيرة القائمة على الانشطار في ديسمبر

في الواقع تطوعت الحكومات الألمانية السابقة لتصبح رهينة طاقة بوتين (صياحكم طرررررب)

وهذا يجعل النقاش في البلاد الأن أكثر ارهاق .. فتريد أحزاب يمين الوسط في المعارضة والحكومة الأبقاء على تشغيل المحطات النووية الثلاثة المتبقية ...ولا يزال الاشتراكيون الديموقراطيون والخضر من يسار الوسط الذين كانت معارضة الطاقة النووية بالنسبة لهم بمثابة طوطم للأجيال يقاومون

مثل هذه النقاشات هي دليل على أن الواقع لم يغرق بعد بشكل كامل -اعتقدت الطبيبة النفسية الراحلة إليزابيث كيوبلر روس أن الناس يجب أن يتنقلوا عبر خمس مراحل من الحزن الانكار والغضب والمساومة والاكتئاب والقبول ويبدو الألمان على وجه الخصوص عالقين في المراحل اربعة الأولى

القبول يعني الآن للحرب الاقتصادية القادمة ضد بوتين وأنه يعين الحصول على الوقود الأحفوري من بلدان أخرى وتكسير الغاز من الأرض تحتها واستيراد المزيد من في صورة سائلة عن طريق السفن وهذا يعني أيضا تقسيم الذرات وتركيب توربينات الرياح وكل ما تبقى ( وهاتحتاجوا له برضو )

لكن قبل كل شيئ القبول يعني التقبل يجب على جميع الأوروبيين التوقف عن كونهم الجندب في حكاية إيسوب الذي قضى الصيف في تأليف الموسيقى والمرح ولكن بعد ذلك لم يكن لديه أي شيء في الشتاء
يجب أن يصبحوا بدلاً من ذلك نمل الحكاية بالتحمل والامتناع والمحافظة والادخار ( الى التقشف رايحين وروبيين بالملايين )

لا يزال الأوروبيون الغربيون محظوظين حتى الآن لأنهم لم يخوضوا حرباً نارية مثل الأوكرانين (هما دفعوهم دفعه خفيفة ووقفوا يتسامروا على خراب بلدهم بس طيبين الأوروبيون دول أوي يا خال )

لكنهم الأن بالفعل مقاتلون في الحرب الاقتصادية ضد بوتين ... حان وقت التضحية

واخيرا وليس أخرا تفتكر الصحفي اللذيذ ده كان شادد هيروين ولا كوكايين وهو عمال يخرط الخرط ده كله