** بالفعل قوض التضخم مصداقية البنوك المركزية وهذا ما يفسر كيف يمكن أن ترتفع عائدات السندات حتى مع تصاعد مخاوف الركود !

كانت الأسواق مضطربة طوال شهر يونيو حيث تحولت المعنويات بعنف نحو التأهب للركود التضخمي ((حالة نمو اقتصادي ضعيف وبطالة عالية يرافقها تضخم تحدث هذه الحالة عندما لا يكون هناك نمو في الاقتصاد ولكن يكون هناك ارتفاع في الاسعار وهي حالة غير مرغوب فيها )) ثم نحو الركود الذي يؤدي إلى انخفاض التضخم في أعقابه

جاءت البيانات اللازمة لإحداث التحول الأخير من منطقة اليورو .. حيث يتباطأ النشاط بوتيرة أسرع مما كان يُعتقد فانخفض مؤشر مدير المشتريات المركب أو PMI الذي أصدرته ستاندرد أند بورز للمنطقة بما في ذلكالخدمات والتصنيع بشكل حاد دون التوقعات إلى أدنى مستوى له منذأكثر من عام سواء كان ذلك مدفوعاً بمعدلات أعلى أو الصين أو نزاع أوكرانيا أو كل ما سبق فإن المخاوف بشأن النمو عادت

Attachment 99097



هذا مهم لأن ورقة ركيزة الأسواق الأخير هو مصداقية البنوك المركزية التي قد تمزقها عودة التضخم في منطقة اليورو ..جاءت أزمة الثقة الرئيسية في 9 يونيو عندما وضع البنك المركزي الأوروبي خطة أكثر صرامة لرفع أسعار الفائدة ولكنه أغفل إعطاء تفاصيل عن أي آلية لمنع ذلك من دفع عوائد السندات للاقتصادات الطرفية مثل إيطاليا للتداول بفارق كبير على السندات الألمانية كانت النتيجة هجوم مضاربة ثم اجتماع طارئ للبنك المركزي الأوروبي يبدو أنه تعامل مع الضرر في الوقت الحالي على الرغم من أنه لا يزال هناك نقص في الوضوح حول الكيفية التي سيبقي بها البنك المركزي في منطقة اليورو في صفها إذا كان يرفع أسعار الفائدة



في الولايات المتحدة كانت أزمة الثقة أكثر حدة .. يمكنك بسهولة تمييز وقت وقوع الأحداث الحاسمة على الرسم البياني أدناه في صباح يوم 10 يونيو أصدر مكتب إحصاءات العمل بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو والتي أظهرت أن التضخم لم يبلغ ذروته كما هو مأمول في وقت سابق من العام وأن المشكلة تتسع باطراد ... لقد تم استثمار الكثير في فكرة أ ((ذروة التضخم )) قد وصلت بالفعل لذلك أدى ذلك إلى ارتفاع كبير في عوائد السندات لمدة 10 سنوات وعامين .. وشهد يوم الأثنين المزيد من عمليات البيع المكثفة مدفوعة في وقت متأخر من اليوم بقصص منشورة في الصحف تشرح كيف يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الالتفاف على توجيهاته السابقة والارتفاع بمقدار 75 نقطة أساس .. بعد التزام بنك الاحتياطي الفيدرالي ببيان متشدد للغاية في 15 يونيو وصلت أسعار الفائدة إلى ذروتها ثم تراجعت بحلول صباح الخميس بشكل لافت للنظر !

كيف يمكن أن نفسر هذا ؟ ** أولاً البيانات الأوروبية السيئة التي أظهرتها سابقاً **ثانياً تراكم تنبؤات الركود الهابطة من الجميع **وثالثاً تراجعت أسعار النفط .. كل العوامل اجتمعوا جميعاً لبناء قصة مفادها أن الركود القادم سيكون في الواقع شديداً لدرجة أن التضخم سيختنق دون أن يحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى الارتفاع بقدر ما كان متوقعاً !

كان هناك شرط ضروري واحد يكمن وراء قدرة سوق السندات على تجاهل أسوأ أرقام التضخم في جيل بعد أسبوع واحد فقط .. لا أحد متأكد حقاً مما إذا كانوا يصدقون بنك الاحتياطي الفيدرالي .. تعد المصداقية أمراً حيوياً للبنوك المركزية .. فهي تعتبر مرساة النظام النقدي بقدر أهمية الذهب في السابق أظهرت مثل هذه الرحلة ذهاباً و إياباً تردداً شديداً في قبول توجيهات بنك الاحتياط الفيدرالي يمكن القول أن عملة توجيهها المستقبلي مغشوشة

ومع ذلك لا يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يفقد كل مصداقيته بدأ الانتعاش في عوائد السندات صباح الخميس حيث بدأ جيروم باول في تلقي أسئلة اليوم الثاني من الكونجرس على عكس يوم الأربعاء قال أن التزامه بخفض التضخم إلى 2% كان "غير مشروط " وهو ما كان له تأثير مثل العديد من التصريحاتالتي على ذمة البنوك المركزية في الماضي ولكن لايزال الأمر مقلقاً لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى أن يكون أكثر صرامة في توصيل رسالته .. إنه يبدو كما لو أن عملة التوجية المستقبلي تتعرض للإنحطاط



في هذه الاثناء يأتي المؤشر الدال على مدى تأرجح المعنويات نحو الاستعداد لركود (معاد للتضخم) من توقفات التضخم .. تراجعت توقعات التضخم الألمانية بعد ارتفاع كبير خلال الأشهر ال12 الماضية على الرغم من أنها لا تزال أعلى مما كانت عليه في بداية العام
ولا ينطبق الأمرنفسه على معدلات الإيقاف في الولايات المتحدة لمتوسط التضخم على مدى السنوات العشر القادمة .. وعلى مدى السنوات الخمس التي تبدأ بعد ذلك بخمس سنوات كلاهما الآن أقل مما كان عليه في مايو من العام الماضي والدوافع الجيوسياسية الجديدة للتضخم التي نشأت هذا العام .. إذا كنت مقتنعاً بأن معدلات التضخم الأعلى في الطريق جنباً إلى جنب مع أسعار الفائدة الأعلى لمكافحتها فإن الأسواق لا تزال تجعل الأمر رخيصا للغاية بالنسبة لك للمراهنة على هذه النتيجة



أما بالنسبة للأسهم على عكس السندات فإن أداؤها سيئاً في فترات الركود سواء من النوع المصحوب بركود تضخمي أو متضخم .. لقد عوضوا بعضاً من الأرض المفقودة منذ صدمة التضخم في 10 يونيو لكن القلق لا يزال عميقاً



لذلك بعد اسبوعين من صدمة ملحمية تأرجحت الأسواق مرة أخرى وزادت مخاوف أن يحل ركود يسحق التضخم .. مصداقيةالبنك المركزي تتضرر وربما بشكل دائم ويبقى أكبر ما لا يمكن التفكير فيه هو أن الاسئلة الحرجة خارجة عن سيطرة السياسة النقدية على سبيل المثال أسئلة مثل كيف سيتم حل النزاع في أوكرانيا وما هو التأثير على أسعار المواد ؟ وهل ستخرج الصين من تباطؤها الناجم عن فيروس كورونا بحوافز جديدة .. أم أنها ستقبل نمواً أبطأ .. لا أحد يعرف الاجابة على هذه الاسئلة حتى يتم الرد عليها ستظل حالة عدم اليقين شديدة وعاصفة بكل شيئ