مـن الأحـمــق .. ؟
كان لأحد الملوك ولد وحيد ، فعني به ،
ولما صار شاباً أعطاه صرة نقود ،
و طلب منه أن يجول في البلاد ،
و يعطي صرة النقود لمن يراه أشد الناس حمقاً .
أخذ الفتى ينتقل من بلد إلى بلد، يراقب الناس في الحقول والأسواق ، يراهم يبيعون ويشترون ، ويزرعون ويحصدون ،
وكلما رأى رجلاً أحمق همّ بإعطائه صرة النقود ،
ولكنه كان يتريث ، لعله يرى من هو أشد حمقاً منه .
مرة رأى رجلاً يرعى بقرة على سطح الدار !
وأخرى رأى رجلاً يصب السكر في البحرليعذب ماؤه !
و رأى رجلاً يصنع للجمل جناحين على أمل أن يطير !
ولكنه ذات مرة رأى رجلاً يركب حمـــاراً بالمقلوب ،
وجهه إلى مؤخرته ، وهو يمسك بذيله ،
والناس من حوله يقرعون الصحون بالملاعق ، وهم يصخبون ويضجون شاتمين لاعنين الرجل ،
فسأل عنه ، فعلم أنه كان حاكما على القرية ،
ثم انتهت ولايته عليهم ، فإذا هذه هي عاقبته .
ثم إن الفتى دخل القرية ، فرأى قوماً يدخلون منزلاً ، متزاحمين ، وآخرين يخرجون منه ،
فسأل عن الأمر ، فعرف أنهم يدخلون ليباركوا للحاكم الجديد للقرية .
هنا وجد الفتى بغيته فدخل على الحاكم الجديد و قدّم له صرة النقود ، فسأله الحاكم الجديد عن سبب الهدية
فأجابه :
( طلب مني أبي أن أقدّمها إلى أشدّ الناس حمقاً ).
تستطيع أن تتوقع ما حدث بعد ذلك لتعرف من الأحمق ؟
دروس مستفادة :
- البلاء موكل بالمنطق أى اللسان
- « لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها »