"ماهو مفتاح النجاح والتفوق في هذا المجال؟" ربما يكون هذا هو أهم سؤال يجب أن يسأله كل من أراد إتقان مهنة أو حرفة معينة... بهذه الكلمات بدأ المعلم الجزأ الثاني من دورته التدريبية. وفي أسواق المال مفتاح النجاح هو عكس ما يتوقعه أغلب الناس. فقدرتك على توقع حركة الأسعار أو إختيار السهم الرابح ليست هي مفتاح تحقيق الأرباح الطائلة.
ولذلك فقد انطفأ حماسكم سابقاً حين رأيتم أن نصف توقعاتي تقريباً كانت خاطئة وبالتالي فنصف صفقاتي كانت خاسرة. ولكن إذا كانت القدرة على توقع حركة الأسعار (وهو ما أسميناه سابقاً بالجانب الفني) ليست هي المتحكم الرئيسي في حجم الأرباح والخسائر، إذاً فما هو المسئول عن ذلك؟.
وهنا قرر المعلم أن يشرح ذلك بمثال عملي. فقام بتقسيم تلاميذه لفريقين متنافسين. قواعد المنافسة هي أن كلاً من الفريقين سوف يحصل على رأس مال مساوي للأخر على أن يقوم كل فريق بفتح 10 صفقات مستخدمين نفس أسلوبه في تحليل السوق وفي البيع والشراء والرابح هو من سيحقق أفضل نتائج.
وهنا تعالت مرة أخرى علامات الاندهاش على وجوه الطلبة، فإذا كانوا سيستخدموا نفس الأسلوب في البيع والشراء، فهذا يعني أنهم سيبيعوا ويشتروا نفس الأشياء في نفس الوقت، فما هو الداعي للمنافسة إذاً؟ فهم في النهاية سوف يحققوا نفس النتائج!!!

ولكن الغريب أن بعد إنتهاء المسابقة وعلى عكس المتوقع، فريق حقق أرباح في حين أن الفريق الأخر أفلس تماماً. علامات اليأس والاندهاش ظهرت على الكثير من الوجوه بل أن أحد الطلبة صرح بأنه بدأ في تصديق بأن تلك الأسواق غير منطقية ولا يستطيع أحد تحقيق الربح منها.
وهنا بدأ المعلم في الحديث موضحاً بأن ليس للسوق دخل فيما حدث وأن السبب في ذلك أن الفريق الذي أفلس كان يخاطر بجزأ كبير جداً من رأس ماله في كل صفقة وحين خسر عدة صفقات متتالية ضاع كل رأس ماله. في حين أن الفريق الرابح لم يقع في تلك الغلطة وكان أكثر تحفظاً وحين تعرض لتلك الخسائر المتتالية لم يخسر كل رأس ماله.
واستكمل حديثه قائلاً: كيفية إدارتك لرأس مالك هي الجانب الأخر الذي إن لم تتقنوه، فسوف تخسروا كل أموالكم في البورصة ولن يشفع لكم اتقناكم للجانب الفني.
وللمرة الثانية تختفي علامات الاندهاش وخيبة الأمل من على وجوه الطلبة وتعود علامات السعادة والأمل، فهم الأن عرفوا المفتاح الذي سيمكنهم من فتح باب أرباح البورصة.
ولكن كعادة المعلم المحنك، لم يسمح للابتسامة أن تدوم طويلاً حيث قال:
إدارة رأس المال هي عامل مهم، وهي المسئول الرئيسي عن حجم الأرباح والخسائر، ولكنها ليست المفتاح الرئيسي الذي قصدته في مطلع كلامي.