الإنسان عدو نفسه و النفس مجبولة على حب المال و الطمع و الشخص المبتدئ عادة ما يحاول الخروج من السوق و إغلاق العملية الرابحة و لو بربح قليل بسبب عامل الخوف أو إكمال العملية الرابحة طمعاً في المزيد و ينتهي به المطاف بتكبد خسائر فادحة من حسابه. أيضاً قد يتحمل المتداول المبتدئ خسائر كبيرة و يستمرفي عمليته المفتوحة مؤملاً في عودة السعر بالإتجاه الإيجابي له و لكن ذلك لا يحدث في كثير من الأحيان. ذلك هو العامل النفسي و هو من أخطر العوامل على الإطلاق. و المتداول الناجح الذي يدرس السوق دراسة جيدة و يحدد علامات فنية مجربة للدخول و الخروج من السوق بدون تأثير العامل النفسي على قراراته في فتح أو إغلاق العمليات. و ينصح بكل من أحس بأن هذا العامل بدأت تظهر أعراضه أثناء المتاجرة, ينصح بأخذ قسط من الراحة بعيد عن السوق ليوم أو يومين حتى يزول.
و كما ذكرنا فإن العامل النفسي هو أحد العوامل التي تؤثر على نجاح أو فشل المتاجر فالمتاجرة في الأسواق المالية هي حرب أعصاب في المقام الأول. و أبرز المشاعر النفسية التي تواجه المتاجر هي الخوف (Fear) و الطمع (Greed) و هما أشد أعداء المتاجر باتفاق الجميع فالمتاجرة في الأسواق المالية هي لعبة نفسية أولا و أخيراً. ولهذا نجد الإحصائيات تشير إلى أن 95% من المتاجرين في الأسواق المالية من الرجال و 5% من النساء!! ذلك لأن الرجال أكثر إنضباطاً و تحكماً في عواملهم النفسية و التأني في اتخاذ القرارات الشرائية بعكس النساء. و أود أن أنوه بأني لا أقلل من شأن سيدات الأعمال اللاتي يتاجرن باحتراف في هذا المجال و لكنني أنقل لكم حقائق واقعية.
و أيضا من علامات عدم التحكم النفسي في إدارة العمليات أن يعتقد الشخص أنه وصل درجة من النجاح بحيث أنه يمكنه إدارة العمليات بدون الرجوع إلى التحاليل الأساسية و الفنية و ذلك غير صحيح.
فالإنضباط (Discipline) و التقيد الصارم بمعطيات التحليل و تجاهل التأثير النفسي هو أحد عوامل النجاح في بورصة العملات.