تنقسم هذه الحالات أو العواطف التي تؤثر تأثيراً سلبياً على نتائج التداول إلى مرحلة أولى وهي الطمع والخوف اللذان يدفعان المتداول إلى الانحراف عن خطته الأساسية. أما المرحلة الثانية فهي تنقسم إلى نوعين وهي الغرور والأنتقام وتحدث عادة بسبب الانحرفات التي تسببت فيها أحد عواطف المرحلة الأولى.
فيما يلي أمثلة لهذه لعواطف وكيف تؤثر تأثيراً سلبياً على نتائج التداول.
1- الخوف من الخسارة قد يؤدي إلى المزيد من الخسائر فى الفوركس
الخوف من الخسائر قد يؤدي في النهاية إلى خسائر أكثر، فعندما يتكبد المتداول الخسائر لفترة مؤقتة أو يحقق أرباحاً ضئيلة فأن السلوك الذي يتبعه عادة في هذه الحالة هو إغلاق التداولات سريعاً وعدم السماح بإجراء دورة كاملة.
عندما يخشى المتداول من الخسارة فأنه يحاول تجنبها الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الخسائر.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يفتح المتداول تداولاً ويستخدم أمر وقف الخسائر وليكن عند 20 نقطة استناداً على الاستراتيجية التي يستعين بها، بمعنى أخر لابد أن يكون هناك سبب فني أو أساسي لتحديد الأمر عند هذا الحد. لكن المتداول الذي يتأثر بالخوف قد يغلق التداول قبل الوصول إلى هذا الحد لأن التداول يسير عكس توقعاته، فإذا سار التداول عكس توقعاته بمقدار 10 نقاط مثلاً فيترتب على ذلك خسائر قدرها 10 نقاط، وإذا حقق التداول مكاسب فيما بعد فأن المتداول يكون قد قام بتحويل التداول الرابح إلى تداول خاسر بسبب الخوف.
وقد يحدث أيضاً أن يقوم المتداول بإغلاق التداول بعد أن يحقق الأرباح مباشرة لأنه يخشى خسارتها، وقد يصل التداول فيما بعد إلى مستوى الأرباح المستهدف وبذلك يكون المتداول قد خفض الأرباح كثيراً.
هذا السلوك يؤدي في النهاية إلى تحويل الاستراتيجية الناجحة إلى استراتيجية خاسرة لأن المتداول يقلل قيمة الأرباح الخاسرة و/أو الأرباح بصفة عامة بسبب خوفه من الخسارة.
2- الطمع يؤدي إلى محاولة كسب أكبر قدر ممكن من الأرباح وينتهي بتحقيق أقل قدر منها
عندما يكون المتداول تحت تأثير الطمع فأنه يطمح لتحقيق المزيد من الأرباح ولا يغلق التداول عندم ينبغي ذلك بموجب الاستراتيجية
عندما يتأثر المتداول بالطمع فأنه يسعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح وينحرف عن استراتيجيته، على سبيل المثال قد يحدد المتداول مستوى الأرباح التي يرغب في تحقيقها وفقاً لاستراتيجيته وهذا يعني مع استخدام أمر وقف الخسائر أن هناك سبب فني أو أساسي لذلك.
لكن عندما يتأثر المتداول بالطمع فأنه لا يغلق التداول عندما يتطلب ذلك بموجب الاستراتيجية بل يحاول أكثر ويسعى للمزيد من الأرباح، وما قد يحدث هو أن يتحول التداول ضده لينتهي بخسارة ما حققه من أرباح أو بما هو أسوء من ذلك حيث يمكن أن يخسر التداول بأكمله، وبذلك يكون المتداول قلل من ربحية الاستراتيجية لأنه يسعى لزيادة الأرباح بدافع الطمع.
3- المتداول المغرور لا يعترف بخطأه
الغرور يؤثر على المتداول فيمنعه من إغلاق التداولات عندما تتطلب الاستراتيجية ذلك أو يستمر في التداول بنفس التحليل بعد توقف تداوله اعتقاداً منه بأنه كان على حق في تقييمه الأصلي.
المشكلة تكمن في ان المتداول المغرور لا يعترف بخطأه. الاعتراف بالخطأ دائما يؤدي إلى التفكير السليم والتعامل مع الواقع بشكل سليم ودون مكابرة.
على سبيل المثال إذا لم يسير التداول وفقاً لتوقعات المتداول المغرور فأنه لا يغلق التداول وفقاً لما تقتضيه الاستراتيجية بل يستمر ويتكبد خسائر أكثر من اللازم لأنه لا يريد أن يعترف بخطأه. وقد يحدث في بعض الأحيان أن ينتقل المتداول إلى الخطوات الأخرى المذكورة في الاستراتيجية حتى بعد تكبد الخسائر من تداول كان من المتوقع أن يكون مربحاً.
ويستمر المتداول المغرور في إجراء التداولات بناء على التحليل الأصلي لاعتقاده أنه كان على حق منذ البداية.
4- التداول بغرض الانتقام هو تداول الغرض منه السعي لتعويض ماخسرته من أموال
يحدث التداول الانتقامي عندما يسعى المتداول لتعويض خسائره حيث يركز على استعادة ما خسره من أموال لدرجة تجعله لا يدرك أنه تخلى عن قواعد التداول وبذلك ينتهي كل تداول إلى خسارة أخرى.
محاولة التعويض بشكل سريع تتسبب في خسارة أكبر عادة. هذه هي الحالة في الكثير من التداولات وبالأخص في بعض حالة بعض المتداولين في البلاد العربية اللذين دائما ما قد ينعكس عليهم السوق فيتخذون قرارات مندفعة وسريعة تسبب في المزيد من الخسارة.
من الأمثلة المعروفة في عالم الفوركس، مقولة شهيرة "لا تتحدى السوق". المتداولين المتمرسين يعرفون أن عليهم الصبر بعد الخسارة وعدم الدخول في صفقات سريعة لتعويض ما ضاع.