كيف يمكنك اكتشاف محاولات الغش في أسواق الفوركس:
في واقع الأمر كلما زادت شعبية التداول في الفوركس تتزايد معها بالمقابل أنشطة محترفي الغش هي الأخرى من أجل السعي إلى الالتقاط أية أموال من قطار الفوركس السريع، وبما أن أسواق الفوركس تنطوي على المتاجرة بالأموال في كافة أرجاء العالم، وبشكل أكثر على شبكة الانترنيت، فإن محاولات الغش الجيدة والصائبة بدأت في الظهور والانتشار، ومن المفارقات العجيبة أن العديد من فناني الاحتيال هؤلاء يمكن أن تجدهم على شاشات التلفاز وفي الصحف وسائل الإعلام أخرى والكثير من الإعلانات المطبوعة، ويمكن رصد محاولات الغش بكل بساطة وذلك بواسطة المتداولون الكبار والمتاجرين ذوي الخبرة العالية، فإن المتداولون الجدد يكون أمامهم صعوبات في التفرقة بين الحقيقي وبين ما هو غير حقيقي، ومن الهام جداً أن تبحث بشكل دقيق تماماً عن كل ما يختص بتجارة الفوركس وعن أي وسيط أوشركة سمسرة التي من المحتمل أن تتعامل معها وذلك قبل إيداعك أية أموال للاستثمار، وآخر شيء يستلزم عليك فعله هو أن تعلم ما إذا كانت شركة المتاجرة التي ستتداول معها تخضع لتحقيق من قبل SEC المختصة بجرائم الاحتيال، في هذه الظروف سوف يصعب عليك استعادة أموالك من هذه الشركة لأن المطالبات من قبل الأفراد الذين وقعوا في فخ الاحتيال مثلك ستكون أكثر بكثير من المدفوعات التي يمكن أن تضمنها الحكومة .
ومن بين طرق ووسائل الكشف عن محاولات الاحتيال والغش في عالم الفوركس هي حينما ترى أحد الأشخاص يروج لنظام تداول فوركس لا يحتوي على أية مخاطرة، فمن الطبيعي والبديهي والمتعارف عليه هو أن المخاطرة تعد صفة لصيقة بتداول الفوركس، وعموماً ليس هناك أي شخص يمكنه ادعاء عكس ذلك، وإلا كان محتالاً أو كاذباً، والتجارة الناجحة في أسواق الفوركس تحتاج إلى المزيد من المعرفة والاستراتيجيات الصحيحة للتداول وأن تعرف جيداً مؤشرات الفوركس، بينما لا يوجد برنامج سحري أو بدون مخاطرة من خلاله يمكنك ضمان ربح المال في عالم الفوركس.
أحد الإشارات الحمراء التي ستوضح بوجود محاولة نصب في أسواق الفوركس هي تلك المواقع التي تضمن الربح، اعلم جيداً أنه في مجال الفوركس لا يمكن لأي أحد أو شركة أن تضمن لك تحقيق الأرباح، لذلك فإن الأمر متروك لك تماماً كمتداول وفقاً لآدائك، ومنطقياً لو نفترض أن هناك طرق تضمن تحقيق أرباح في الفوركس فإن من يدعي ذلك لن يكون في حاجة إلي بدء أعمال أخرى أو حتى سعيه من أجل إظهار قدرته وإمكانياته على ضمان الربحية في أسواق الفوركس، احد الإشارات الحمراء التي ستشير حتما إلي وجود محاولة احتيال في الفوركس هي المواقع التي تضمن الأرباح . لا يمكن لأي احد ان يضمن تحقيق أرباح في تجارة الفوركس . فالأمر متروك لك بشكل كامل كمستثمر بحسب أدائك . وإذا تحدثنا بالمنطق إذا افترضنا أن هناك إمكانية لضمان تحقيق الأرباح في تجارة الفوركس فإن الشخص الذي يدعي ذلك لن يكون بحاجة إلي بدء أية أعمال أخرى أو حتى إظهار قدرته على ضمان الربحية في أسواق الفوركس.
ومن ضمن الأساليب المنتشرة الأخرى لدى عمالقة الغش في عالم الفوركس هي تقديم ووعود كثيرة بتوظيف الأشخاص الذين سيستخدمون أنظمة تداولهم، فهذه خدعة ومغرية حتى يتمكنوا من إقناعك بإنفاق الأموال معهم، فالأمر كله هو مجرد اصطياد بعض الأفراد مع أموالهم حتى ينفقوها مع هؤلاء المحتالين، ودائماً تقدم هذه الشركات الكثير من الوعود حول توفير أموال الشركة للتداول بها عبر الأشخاص الذين سيجيدون استخدام نظام تداولهم، فلماذا يتعين عليهم فعل ذلك؟ المقصد الوحيد من ذلك ولا يوجد هناك غيره هو محاولة إغراء الأشخاص بأنظمتهم التدريب التي يبيعونها ثم يعملون على إقناعهم بأن الشخص الذي سوف يتفوق أثناء فترة التدريب سيتم توظيفه بالشركة نفسها ومن ثم يتداول بأموال الشركة الحقيقة التي ستساعده على تحقيق ثروة في وقت قصير جداً .
جميع المواقع الإلكترونية الخاصة بالشركات التي تعمل في مجال الفوركس والذيت يتمتعون بالسمعة الطيبة ويحظوا باكتساب ثقة الناس غالباً ما ستجدهم أعضاء في منظمة “CFTC”أوNFA”” وتأكد من عدم وجود مطالبات على الشركة التي سوف تستثمر معها وأنها عضو في واحدة من هذه المنظمات قبيل أن تبدأ التعامل معها.
ونظراً بأن سوق الفوركس غير منظم إلى حد ما، في كثير من الحالات فإن محاولات الغش والاحتيال في الفوركس يتم إعدادها بفن متقن، فيما قد تتضمن التلاعب في الأسعار بواسطة الوسطاء وعبر طرق لا يمكن تعقبها من قبل المتداول المبتديء وحتى المتداول المتوسط، إذاً يتعين عليك توخي الحذر حتى لا تكون ضحية لهؤلاء الوسطاء .
في الولايات الأمريكية فإن منظمة CFTC هي الوكالة الفيدرالية التي تعمل على تنظيم العمل في أسواق الفوركس، إذا انتابتك حالة من الشك بأنك ربما وقعت ضحية لأحد شركات النصب والاحتيال يمكنك الاتصال فوراً بمنظمة CFTC فهذه المنظمة مختصة بالتحقيق في تلك الأمور وتنفيذ القوانين المنظمة.
ومن ناحية أخرى وبعد اختيار شركة وساطة والتعامل معها، توجد بعض الشكاوى الشائعة جداً والتي تقف وراءها نظرية المؤامرة التي ترى بأن معظم شركات الوساطة هم في الحقيقة يريدون خسارة عملائهم لأنهم يقفون على الجانب الآخر من عمليات تداولهم، وإذا ابتعدنا قليلا عن تلك النظرية، يمكننا القول بأن هناك شخص ما دائماَ يقف على الجانب المعاكس من تداولاتك، لأنك حتى تقوم بعملية بيع حتماً سيوجد شخص على الجانب الآخر يقوم بالشراء والعكس صحيح، لذلك دائما يوجد هناك شخص ما في مكان ما يرغب في أن تخسر الصفقة التي تقوم بها، الآن يوجد بعض الوسطاء يدعون بقيامهم بمطابقة أوامر عملائهم في غرفة التداول فيما يوجد آخرون يستخدمون غرفة التداول من أجل تعويض تجارة عملائهم بواسطة المركز الإجمالي لهذا الوسيط داخل السوق وذلك يسمى بالتحوط، إذا قامت شركة السمسرة بعملية التحوط بشكل كامل فذلك يعني أنهم سيحصلون الاسبريد الذي يقوم العميل بدفعه وهذا هو ربح الوسيط، وتأتي نظرية المؤامرة من فكرة أن أغلب المتداولين يفقدون أموالهم لذلك فإنه يمثل فائدة كبيرة للوسطاء في أسواق الفوركس وهو التداول في الجانب المعاكس لتتداولات عملائهم بأفضل من تبني الاتجاه ذاته والتحوط لأنفسهم، والانزلاق السعري وخبرات الأوامر المؤجلة أضافت إلى الشعور الذي يفسر الخسارة على أساس أن السماسرة يقومون بسرقة أموال العملاء بأكثر مما يذهب باتجاه احتمالية مشاكل منطقية قد تحدث وتصيب نظام التداول في الأوقات المزدحمة .
فإذا كنت على اعتقاد قوي بأن الوسيط الذي تتعامل معه يتداول ضدك ويرى أن خسارة أموالك هو أمر يصب في مصلحته، إذا أنت تقوم بنوع من تدمير العقل لأن هذا الاعتقاد أو الشك لا يجعلك قادر على تحديد المشاكل القريبة مثل التداول بشكل نفسي وأوجه القصور في إستراتيجية التداول الخاصة بك، بينما تبقى الحقيقة الأساسية في أنه إذا كنت غير مقتنع بوسيطك أو أنك تواجه حالات إعادة تسعير بشكل متوالي أو حالات انزلاق سعري متكررة كل ذلك إلى جانب ضعف مستوى خدمة العملاء عند هذا الوسيط، وتجميد أوامر التداول ومنصة التداول لمدة طويلة، عليك أن تقوم على الفور بتغيير هذا الوسيط، حيث أن الأسباب التي تتمثل في ضعف خدمة العملاء لها أهمية عالية في التأثير على تداولاتك، وقد يكون الوسيط الذي تتعامل معه على قدر كبير من الأمانة، بينما قد تكون التكنولوجيا التي يستخدمها غير مناسبة، ومن المحتمل أيضا أن تكون وقعت ضحية لأحد الوسطاء الذين ليس لديهم خبرة كافية وما يطلق عليهم بوسطاء (بير السلم) والذي دائماً يضع شكواك في سياق ديناميكية السوق المعتادة، فإذا وجدت كل هذه السلبيات في الوسيط الذي تستمر معه في سوق صرف العملات فقد حان الوقت في أن تقوم بالبحث جيداً عن وسيط جديد.
وفي نهاية المقال أرغب في تذكيرك بأهم الأشياء وأنت في عالم الفوركس وهو (الخوف)، حيث أن الشعور بالخوف والقلق الذي يولده تجارتك بالأموال في أسواق الفوركس ذلك الشيء الرئيسي والهام جداً في أن تتغلب عليه، عادة ما يكون هذا العامل هو الأبرز في جميع قصص الفشل التي سمعنا عنها من هؤلاء الأشخاص الذين لم يكونوا قادرين على التغلب على شعورهم بالخوق والقلق بحكمة، دائماً هؤلاء المتداولون يقومون بالانسحاب في الوقت الخطأ وعادة ما يتخلفون عن موجات الارتفاع ومن ثم فإن جميع النتائج التي تنتج عن الإحساس بالخوف والقلق دائماً تكون فاشلة، بينما تغلبك على هذا الخوف وقبولك له وأن تتاجهله وتستخدمه ضمن محددات التجارة من شأنه أن يجعلك متداولاَ قوياَ يمتلك قدرة على التداول بإستمتاع وأريحيه تامة دون أي شعور بأشياء تفقد تركيزك وانتباهك، وأخيراً أقول لك أن المعرفة والاستراتجيات الصحيحة وقدرتك على التغلب على الخوف هما بمثابة أفضل الطرق التي يمكنها فتح الباب لك الذي للتداولات ناجحة، وسوف يكون بإنتظارك مستقبل مشرق في عالم الفوركس.